شددت حكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني الليبي العام، على
تنديدها بقيام طائرات مجهولة بقصف مواقع تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي،
بمدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس، معتبرة ما حدث "انتهاكًا صارخًا" لهيبة
الدولة الليبية ولكافة المواثيق الدولية و"تدخلاً" في الشئون الداخلية
الليبية، كما حذر عمر الحاسي من أن "استمرار القصف على المدن الليبية
بطائرات مدعومة من قبل قوى خارجية ".
أطراف الصراع
أطراف الصراع
تأتي تصريحات الحاسي بعد أيام من المواجهات المسلحة العنيفة التي دارت بين قوات الثوار من جهة وقوات الجنرال خليفة حفتر من جهة أخرى، حيث يلتف تحت لواء الثوار عدد من التشكيلات المسلحة والهيئات والمؤسسات الرسمية الليبية، من بينها:
عملية فجر ليبيا
المؤتمر الوطني العام
حكومة عمر حاسي
هيئة رئاسة أركان الجيش الليبي وغالبية الجيش
مجلس شورى ثوار بنغازي
درع ليبيا
كتائب أخرى
في حين ينحاز للجنرال حفتر، الذي يحاول منذ ما يزيد عن سنة الانقلاب على المسار الانتقالي الليبي، عدد من المؤسسات والهيئات من بينها:
عملية الكرامة
برلمان طبرق، يضم البرلمانيين الموالين لحفتر
حكومة عبد الله الثني
رئيس أركان الجيش الليبي المعين حديثا من قبل برلمان طبرق
قوات القعقاع والصواعق
كتائب أخرى
ويدعي أنصار الجنرال حفتر أن الثوار مدعومون خارجيًا من قبل دولتي قطر والسودان، في حين يستدل الثوار بوثائق رسمية تدل على حصول حفتر على دعم إمارتي مصري، وأمريكى باعتراف قائدهم.
الحصاد العسكري
أهم التطورات العسكرية في الأيام القليلة الماضية:
الثوار يسيطرون بشكل شبه كامل على العاصمة طرابلس ومخرجونا الكتائب الموالية لحفتر من المدينة.
طائرات محسوبة على الجنرال حفتر تقصف موقعين تابعين للثوار وسط مدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس؛ مما أدى إلى تدمير أحد مخازن الذخيرة وانفجار ما فيه من صواريخ، كما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح.
الثوار يسيطرون بشكل شبه كامل على منطقة ورشفانة الساحلية والتي يرى الخبراء العسكرييون أن السيطرة عليها تعزز سيطرة الثوار على العاصمة طرابلس وتمكنهم من صد هجمات حفتر قبل وصولها لمحيط العاصمة.
ميناء بنغازي البحري، ثاني الموانئ الليبية أهمية ومساحة، وأحد أهم المرافق الحيوية بالمدينة والمنطقة الشرقية بصفة عامة، يقع تحت السيطرة الكاملة للثوار، والجنرال حفتر يهدد بقصفه وبقصف أي باخرة ترسو فيه.
الثوار يتقدمون نحو مطار بنينا في مدينة بنغازي، ثاني أكبر مطار في ليبيا بعد مطار العاصمة طرابلس.
الثوار يتقدمون نحو أهم قاعدة عسكرية لقوات حفتر بالقرب من مطار بنينا في بن غازي وسط مواجهة عنيفة وقصف مشدد من قبل الثوار لهذه القاعدة.
الثوار ينجحون في الدخول إلى منطقة "الحي السكني" في مدينة بنينا ويتمركزون داخلها.
حكومة الثني تستقوي بالخارج ثم تتهم الثوار
توجه مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، والموالي للجنرال خليفة حفتر، بدعوة للقوى الدولية حتى تسهل حصول قوات حفتر التي أسماها بـ "الجيش الليبي" على السلاح والمعدات العسكرية التي تمكنه من محاربة ما أسماه بـ "الإرهاب"، مضيفًا: "إن الإجراءات المتبعة حاليًا داخل لجنة العقوبات، تعرقل تسليح الجيش الليبي في الوقت المناسب، وتتركه في موقف ضعيف أمام المجموعات المسلحة الإرهابية والخارجة عن القانون".
وبدورها، نفت قطر اتهامات رئيس الوزراء الليبي الموالي لحفتر، عبد الله الثني، بأنها أرسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالأسلحة إلى مطار في طرابلس يسيطر عليه الثوار، وقال مساعد وزير الخارجية القطرية للشئون الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي، في بيان خاص إن "هذه المزاعم مضللة ولا أساس لها من الصحة".
وأضاف الرميحي إن على "الثني" التحقق من صحة المعلومات قبل أن يدلي بتصريحات عامة، قائلاً: "كان من الأجدر بالسيد الثني تحري الدقة قبل إطلاق مثل هذه التصريحات سيما وأنه لم ينبس ببنت شفة ضد قصف بلده ومواطنيه بالطائرات مؤخرًا"، مشيرًا بذلك إلى ما أكدته الولايات المتحدة الأمريكية عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بقصف مواقع يسيطر عليها الثوار قبل أيام من نجاحهم في السيطرة على العاصمة الشهر الماضي.
وردًا على الاتهامات التي وجهها "الثني" للسودان بمحاولة إرسال طائرة محملة بالأسلحة للثوار في ليبيا، أعلنت الخرطوم اليوم أنها استدعت القائم بأعمال سفارة ليبيا ونقلت له "استنكار السودان الشديد لهذه التصريحات"، مؤكدة أنها أرسلت طائرة إلى مطار الكفرة الليبي، وأنها لم تكن تحمل سوى عتاد لقوة حدود ليبية سودانية مشتركة.
مع العلم أن وثيقة دفاعية ليبية مصرية مشتركة صادق عليها الشق الموالي للجنرال حفتر من البرلمان الليبي دون حضور باق أفراد البرلمان، سربت قبل أيام لوسائل الإعلام؛ من بين بنودها بند يتيح للنظام المصري تحريك قواته البرية أو الجوية أو البحرية بشكل أحادي في حالة رؤيته لوجود أي تهديد يقع عليه من داخل ليبيا، وذلك بالإضافة إلى إمكانية تشريك دولة ثالثة في هذا العمل.
الحصاد السياسي
تعمل الحكومة الليبية الانقلابية الموالية للجنرال حفتر والتي تحاول أن تستمد شرعيتها من البرلمانيين الموجودين في مدينة طبرق غرب ليبيا، على اتخاذ قرارات سيادية سريعة تهدف إلى تعيين مسئولين موالين لها في كل المناصب السيادية، مثل تعيين رئيس أركان الجيش الذي بادر فور تعيينه إلى الاجتماع بالجنرال حفتر، واستنفار ألوية الجيش المنحازة إليه لمواجهة الثوار.
وفي نفس السياق، قام برلمانيو طبرق بإصدار قرار بإقالة محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، وذلك على الرغم من تأكيد مصادر قانونية على عدم شرعية هذا القرار وعد جواز إقالة المحافظ قانونيًا، قبل مرور 5 سنوات على توليه منصبه.
مع العلم إن المصرف قد أصدر في مطلع هذا الشهر، بيانًا أكد من خلاله على أنه يمثل خط الدفاع الأخير لمؤسسات الدولة، وأن بقاءه متماسكًا وصلبًا بعيدًا عن التجاذبات السياسية أمر في "غاية الأهمية"، مناشدًا جميع الأطراف السياسية تفهم متطلبات المرحلة وعدم الضغط عليه أو الزج به في العملية السياسية، أو عملية إخفاقات الجهاز التنفيذي، حيث يتوجب عليه المحافظة على حياديته الكاملة.
ورغم حصول برلمان طبرق على شرعية أممية مشروطة بحضور كل أعضائه بما في ذلك المعارضين للجنرال حفتر، فإن الواقع يقول إن هذا البرلمان والحكومة المنبثقة عنه لن يستطيع حسم الصراع لفائدته، خاصة بعد أن فقد السيطرة على ما يزيد عن 90 بالمائة من مساحة ليبيا، وهو ما أكدته توصيات لجنة الشئون الخارجية في الكونغرس الأمريكي مساء أمس، عبر وصفها لحكومة الثني بالحكومة الوهمية "Potemkin Government" وتأكيدها على ضرورة إبقاء العلاقة مع الطرف الآخر من الصراع، أي حكومة الحاسي والمؤتمر الوطني.
المصدر : نون بوست
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر