بعد ساعات قليلة من وقوع حادث "سيناء" الأليم، الذى راح ضحيته نحو 30
ضابطًا و29 مصابًا آخرين؛ خرج مجموعة من الموالين لسلطات الانقلاب يطالبون
بتهجير أهالى سيناء؛ بهدف إحكام السيطرة على الإرهاب- على حد زعمهم- فى
مشهد يُذكرنا بما شهدته مصر إبان العدوان الثلاثى لمصر فى عام 1959، حينما
تم تهجير أهالى محافظات قناة السويس.
يأتى هذا الطرح فى الوقت الذى تشهد فيه سيناء منذ الانقلاب العسكرى بمصر فى
الثالث من يوليو 2013 سيطرة أمنية وقمعية بالغة؛ حيث بلغ عدد قتلى سيناء
500 شهيد حتى الآن، وأكثر من 7000 معتقل؛ فضلًا عن تهجير أكثر من ٥٠٠ أسرة،
و هدم منازلهم، و إخفاء أكثر من ٣٠٠ مواطن فى شمال سيناء وحدها .
وبالرغم من الحملة العسكرية المشددة التى فرضتها قوات الجيش المصرية على
سيناء إلا أنها لم تأتِ بنتيجة ووصفها مراقبون بالفاشلة؛ معتبرين أن مخطط
التهجير المطروح حاليا من قِبل الموالين للسلطة الحالية فى مصر يهدف إلى
تحقيق مآرب صهيونية فى إحكام السيطرة على غزة، وتشديد الخناق عليها
وحصارها.
حيث طالب سامح سيف اليزل بإخلاء الشريط الحدودى بالشيخ زويد شمالى سيناء من السكان تماما.
وأكد "اليزل" فى تصريحات إعلامية أهمية إخلاء المدينة من السكان كما حدث فى
بعض المحافظات أثناء حرب 1967، وإعطاء البديل الجيد للسكان، وقبول أبنائهم
فى المدارس، وتقديم التعويض المناسب لهم -على حد زعمه.
يُشار إلى أن المراقبين للمشهد فى سيناء حذروا من خطورة خطوة التهجير
لأهالى سيناء، مؤكدين أنها خطوة كارثية، ولا تعد حلًّا لمشاكل التفجيرات
المتتالية، والتى فشلت الجهود الأمنية فى حلها، وهذا أبرز 5 مخاطر فى حال
إذا ما تم تنفيذ هذا الطرح:
(1) تهجير سيناء (مطمع للعدو):
حيث حذر الباحث السياسى والمتخصص فى الشئون العربية "محمد سيف الدولة" من
مخطط تهجير سيناء؛ مشيرًا إلى أن الأرض الفارغة من السكان، هى مطمع للعدو
طوال الوقت، ولا يكفى وجود قوات مسلحة بها، مستشهدًا بما قاله رئيس الوزراء
الإسرائيلى الأسبق، مناحم بيجين عام 1979: «انسحبنا من سيناء؛ لأنها كانت
تحتاج وقتها إلى ثلاثة ملايين مستوطن إسرائيلى للعيش بها، الأمر الذى لم
يكن متوفر، لكن عندما يتحقق ذلك ستجدونا فى سيناء».
(2) تهجير سيناء (حصار لغزة):
فسر العديد من المحللين والخبراء السياسيين طرح العديد من الشخصيات
الموالية للسلطات مسألة تهجير أهالى سيناء، بأنها مطلب صهيونى يهدف إلى
تشديد الحصار على غزة، وحصارها، ولعل غلق السلطات المصرية لمعبر رفح فى
اليوم التالى للحادث الأليم خير دليل على هذا الطرح.
(3) تهجير سيناء (توافر حاضنة للجماعات المسلحة).
رأى عدد من المراقبين أن التهجير، هو بمثابة توفير حاضنة وأرضية خصبة
لاتساع رقعة الجماعات المسلحة التى تتواجد بالفعل فى سيناء، ولا يستطيع أحد
إخفاء وجودهم، ولكنهم ليسوا بالشكل الذى يصوره إعلام الانقلاب، ولكن مع
التهجير ستتسع قبضته.
(4) تهجير سيناء (حرب على القبائل):
فقد اعتبر الناشط السيناوى، مسعد أبوفجر، العضو السابق للجنة الخمسين
لتعديل الدستور، أن ترحيل أهالى سيناء إعلان من الدولة المصرية الحرب على
قبائل سيناء.
وأوضح «أبوفجر»، فى تدوينة عبر صفحته على «فيس بوك»، أن «الترحيل، هو
بمثابة إعلان حرب من الدولة المصرية، على أكبر وأشرس 3 قبائل فى سيناء (وهى
من الجنوب إلى الشمال: ترابين – سواركة- ارميلات)، يعنى لا تحسبوه قرارًا،
وسيمر مثل سابقه من القرارات، إذا كنتم الآن تدخلوا القاهرة كناس جايين من
منطقة إرهاب، وبتدفعوا ثمن هذا، فأنتم المرة الجاية ستدخلون مصر، وأنتم
جايين من منطقة حرب، ولا شك أنكم تعرفون أن الثمن حينها سيكون أكبر».
(5) تهجير سيناء (اتحاد الأهالى والجماعات المسلحة):
هذا وقد حذر الناشط السياسى حسام عبدالعزيز من مخطط تهجير أهالى سيناء، وقد
نقل عن أحد الأهالى أن الوضع الآن ينذر بتضامن وتوحد وشيك بين الأهالى،
والجماعات المسلحة بمجرد البدء فى تهجير الأهالى، وهو ما ينذر بصدام سيدفع
ثمنه الجيش، وليس السيسى وحده.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر