0
كتب: نصر العشماوي 
تكلم يوم سكت الناس.. وجهر بالحق في وجه الحاكم وقت أن كان صمت العمائم هو الغالب.. إنه فارس فرسان المنابر الشيخ عبد الحميد كشك الذي هز جدران قصور الحكام وارتعشت منه فرائس الرؤساء, فغيبه عبد الناصر والسادات في السجون, وأصدر حافظ الأسد حاكم سوريا الراحل قرارا بإعدام كل من سيكتشف رجال أمنه وجود أي شريط للشيخ كشك بحوزته!!
الشيخ كشك والمشير:
في هذه الأيام التي يتباري فيها مشايخ الانقلاب مثل علي جمعة وسعد الهلالي والطيب وأحمد كريمة في تكفير الشيخ سيد قطب, وإطلاق عبارة القطبيين علي جماعة الإخوان المسلمين إشارة إلي انتهاجهم فكر سيد قطب الذي يعتبرونه تكفيريا.
وما أشبه الليلة بالبارحة حقا.. ففي واقعة قصها أسد المنابر الشيخ كشك في احدي خطبه عن إعدام الشهيد سيد قطب عام 1961ذكر فيها أن المشير عبد الحكيم عامر أرسل إليه بعض رجال مخابراته في مكتبه وقالوا له إن المشير يقول لك بالأمر: أخطب الجمعة عن إباحة دم سيد قطب..!
فقال لهم العالم الفقيه: أنا لا أعرف الأمر إلا من واحد هو الواحد الذي يقول إن الأمر كله لله، فقال له رجال المخابرات بلغة التهديد: ولكنك ستدفع الثمن إن لم تفعل، وعلي الفور قال لهم لسان الحق: مرحبا بالثمن إذا كان فيه النجاة من عذاب الله يوم القيامة..!

كشك وشيوخ السلطان:
صعد الشيخ كشك علي المنبر في يوم الجمعة الموعود, وانتظر الخطبة المشير عامر وسيده عبد الناصر, متوقعين موقف الشيخ الجبل الأشم, وبالفعل صدر الشيخ شك خطبته بقول الله عز وجل:
قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون فتيلا، أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة, وأشاد بسيد قطب واحتسبه شهيدا, وأثني علي تفسيره للقرآن الكريم.. ودفع الشيخ كشك الثمن بالفعل والذي دفعه مرارا, حيث تم اقتياده للسجن مباشرة ليسجن لمدة عامين جراء جهره بالحق في خطبة سيد قطب.
وقال الشيخ الجليل واصفا موقف شيوخ السلطان كما هو الحال تماما اليوم ليوجه صفعة قوية لشيوخ الانقلاب كعلي جمعة والطيب والهلالي وكريمة ومظهر شاهين وغيرهم لتصل إليهم الصفعة مدوية بعد أكثر من نصف قرن من الزمان لتنتقل من حكم المشير عامر إلي حكم المشير السيسي
(وكلاهما بالمناسبة وصل إلي رتبته العسكرية عن غير حق), قال كشك في صفعته: كنت أقول ذلك عن الشهيد سيد قطب في وقت كان أصحاب العمائم يفسرون للشعب المسكين عن إعدام سيد قطب (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا..) فقلت – أي الشيخ كشك - سبحان الله.. سيد قطب يحارب الله ورسوله؟ الرجل الذي فسر القرآن يحارب الله ورسوله؟
 ... ما أشبه الليلة بالبارحة.. وما أكثر العمائم التي انحنت للحكام واتهمت الآخرين بما ليس فيهم لتجلس ولو تحت أقدام السلاطين..!
لقد لفظهم التاريخ جميعا ونسيت أسماؤهم.. وبقي الشيخ كشك أسطورة المنابر علي مر الزمان..!


إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top