كتب: نصر العشماوي
لا شك أن من كتب ما ادَّعته اليوم السابع، بأنه انفراد وحوار ساخن دار بين
المخلوع مبارك، والمشير طنطاوى بمستشفى المعادى العسكرى يتمتع بخيال لا بأس
به فى الاتساع؛ حيث قام دندراوى الهوارى، كاتب الانفراد الذى أدعى أن بسبب
خطأ فادح ارتكبه الكاتب المؤلف أنه انفراد مفبرك جملة وتفصيلا, وليس له
إلا غرض واحد فقط، هو المشاركة فى حملة تسويق براءة مبارك وولديه المنتشرة
فى صحف وفضائيات الانقلاب.. وليدلى بدلوه بما يستطيع..!
وقبل أن أكشف عن الخطأ القاتل، الذى وقع فيه كاتب الانفراد, والذى يؤكد
استحالة أن يكون قد قيل هذا الكلام الذى نشره أقول تلك الملاحظات:
* ادّعى كاتب الانفراد المنشور بعدد اليوم السابع أن طنطاوى، هو من طلب
لقاء مبارك, ومن ذلك نستشف أن طنطاوى عنده ما يقوله لمبارك؛ إلا أن الحوار
المزعوم كان لمبارك فقط, وكلام قليل لطنطاوى (لزوم الضغط لقبول تبرئة
مبارك) رغم أنه من المستبعد تماما أن نصدق أن مبارك لم يتحدث مع طنطاوى منذ
خلعه ما يدعى الكاتب، بينما يقول هو نفسه أن زوجة طنطاوى تربطها صداقة
قوية بزوجة مبارك, بما أن العلاقة بين مبارك وطنطاوى كأروع ما يكون, فكيف
إذن نصدق أنهما لم يتقابلا من قبل؛ هذا كلام ساذج لا ينطلى على أحد.
* مبارك قال لطنطاوى: "بقى كده تقدمنى للمحاكمة، وأنت متأكد إنى بريء أنا
وعلاء وجمال.. يا سلام يا سلام على البراءة يا ولاد.. طنطاوى قدم مبارك
للمحاكمة من حيث لا يدرى.. فوجئ الراجل!! كلام يستحيل أن يكون قد حدث
مطلقا, وأتحدى اليوم السابع أن تقدم دليلا واحدا على صدق أى حرف فى هذا
الانفراد المزعوم..!
* لأن الكاتب فى ذهنه أنه يكتب حوارا خياليا فقد وصف لقاء مبارك وطنطاوي
المزعوم بأنه غلب عليه الأداء التمثيلى, والحقيقة أننى لأول مرة أجد ذلك
الوصف فى انفراد صحفى!!
* طبعا كل الحوار انصب كالعادة على كلام يكتبونه تطوعا على لسان مبارك؛
للمشاركة فى الحملة الإعلامية التى أصفها بالقذرة؛ لتسويق براءة طاغية ثار
الشعب كله عليه, وكلام من نوعية أنا وأولادى أنظف من الصينى بعد غسيله, وإن
أنت ظلمتنى يا طنطاوى بيه, وفاجأتنى والله بالمحاكمة الحلوة دى, وشوية
وكان مبارك هيعيط بدال الدموع فلوس من التى سرقها من دم الشعب!!
الخطأ القاتل الذى كشف فبركة الحوار:
أما
الخطأ القاتل الذى وقع فيه محرر الانفراد المزعوم، فهو ما نقله مدعيا أنه
جاء على لسان طنطاوى, بينما هو من تأليفه, وقد وضع فى ذهنه أحوال البلاد
العربية الآن, وما آل إليه مصير ليبيا وسوريا, فكتب الحوار، وفى ذهنه هذه
الأشياء, بينما هى لم تكن قد وقعت أصلا؛ لتكون مبررا لطنطاوى؛ ليقوله
لمبارك؛ لشرح أسباب تخليهم عنه بعد أن قرر التنحي بقرار منفرد منه, فيقول
له طنطاوى إنه ورفاقه بالمجلس العسكرى قد خافوا على مصر من مصير دول أخرى!!
وهذا رد مستحيل أن يقوله طنطاوى؛ لأن ما حدث لسوريا وليبيا لم يكن قد وقع بعد, فكيف يستشهد طنطاوى بأمثلة لم يكن لها وجود أصلا؟!
فمبارك يلوم طنطاوى على تقديمه للمحاكمة رغم أن بريء (وهذا لب ما يسعى إليه
الحوار الخيالى)، فيقول طنطاوى أصل أنا خفت على مصر من تكرار مصائر دول
تانية, بينما كانت الدول المقصودة مثل: ليبيا، وسوريا لم تكن قد وصلت لأى
مصير بعد، وكانت سوريا لم تزل فى انطلاقة ثورتها, ولم تصل إلى ما وصلت إليه
الآن بالطبع, وكان نظام القذافى لم يسقط بعد, فأى مصير سيخشاه طنطاوى بعد
ما ادّعاه مبارك من تخلى عنه عقب ثورة يناير 2011, واتخاذ قرار بحبسه لأول
مرة فى إبريل من نفس العام!!
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر