0

كما ادعي الانقلابيون أنهم بهدمهم لمئات المنازل في سيناء وتشريدهم لأكثر من ألفي أسرة؛ أنهم بذلك يحاربون الإرهاب, كان من خلفهم أشرس الوحوش علي وجه الأرض من حملة المباخر, والذين يزينون لكل طغاة الأرض أن القتل والتدمير هو عين العقل والحكمة, وأن تشريد الناس وضياعهم وموت أطفالهم في العراء وضياع مستقبلهم هو دفع  الضرر المقدم علي جلب المنفعة.. فهل يا تري هناك ضررا أكبر من ذلك خلفه الانقلابيون وراءهم في سيناء, وأي منفعة حلت بالبلاد.. لقد ذهبت المنافع كلها للكيان الصهيوني وحده!!
هؤلاء هم أشرس الوحوش علي وجه الأرض.. شيوخا كانوا أو وعاظا.. شخصيات سياسية أو فنية أو رياضية.. كتابا كانوا أو فلاسفة، كلماتهم تنضح بالدم وتحض عليه.. وللأسف الشديد تمتليء بهم صفحات الجرائد والمجلات.. مهنة البحث عن المتاعب التي حولها البعض لمهنة البحث عن الدماء والقتل, وكأن في أياديهم سكاكين وليست أقلاما!!
سفاح المصري اليوم يدعو لحرق سيناء بالكامل:
من الكتابات التي تنضح بهذا الشر المستطير وترتدي نفس رداء الانقلاب بقول كلمتين ضد الإرهاب, ثم يتوكل علي الشيطان ويسن قلمه كما يهز العسكر مدفعه.. هذا بالقول وذاك بالفعل!!
كتب المدعو سليمان جودة الكاتب الانقلابي الذي توالت تقلباته علي مر الأيام.. فهو مع مبارك حتي خلعه, وما إن خُلع حتي صار ضده, وقدم برنامجا بعنوان خط أحمر؛ ظل يستضيف فيه كل من يريد أن يتحدث عن عصر وسيئات مبارك, وهم مثله تماما لم يتفوهوا بكلمة حق حينما كان في السلطة، ثم بعد أن دانت الأمور للمخلوع مرة أخري وعاد رجال حزبه الوطني للقبض علي السلطة مع الإنقلاب العسكري عاد ليغني من جديد عن بطولات مبارك!!
وفي مقالته المسمومة بتاريخ 25 أكتوبر بجريدة المصري اليوم, والتي لفتت نظري إليها الكاتبة وفاء إسماعيل عبر الفيسبوك, وقرأتها كاملة بالجريدة, فوجدتها كما قلت عن كتاب الدم جميعا وشيوخ الانقلاب, فيبدأ مقالته بالهجوم علي الإرهاب, ليسوغ لنفسه كلماته التالية التي لا يكتبها سوي نازي متطرف, أو منافق عتيد في النفاق, فقد قال في بداية مقالته أنه يختلف مع بيان المجلس الوطني الذي قال أنه سيثأر لدماء شهداء سيناء, وقال المتفزلك المتفلسف: كنت أتمني أن يقولوا سنثأر لمصر كلها!!
ولا يعلم الفذلوك أنهم إذا ثأروا للشهداء فإنهم بالضرورة يكونون قد ثأروا لمصر كلها.. ولا أدري صراحة أكان الكاتب يقصد الثأر لمصر أم من مصر؟!
فقد جاءت سطوره النازية التي تخفت في ثوب محاربة الإرهاب فقطر ثوبه دما, وقطر قلمه سما وقتلا وحرقا, فكتب يقول في فقرة كاملة:
إذا كانت سيناء سوف تظل تمثل لنا صداعا مزمنا لنا بهذه الصورة فلندمرها عن آخرها, ولنحرقها ولنشعلها نارا, ولنطاردهم فيها من أول شبر إلي آخر شبر, فلا يبقي علي أرضها كائن حي!!
يا خبر أسود علي كمية الكلمات الهتلرية التي لا يجرؤ أكرر لا يجرؤ أكرر لا يجرؤ أمثاله علي أن ينطق ببعضها ضد الكيان الصهيوني المحتل!!
وحينما تنبه الكاذب لا الكاتب أنه تبني خطابا هتلريا, ونسي أهل سيناء ودعا لحرق سيناء عن آخرها, تنبه أن فيها بشرا لا ذنب لهم بحوادث إرهابية كل الدلائل تؤكد استحالة قدومها من طرف المقاومة الفلسطينية, بدليل حدوثها أيام الرئيس مرسي نفسه, وأنتم تقولون أن حماس والإخوان شيء واحد, فهل سيضرب الإخوان أنفسهم بأنفسهم.. يا أصحاب العقول!!
حينما تنبه من حملته الهتلرية التترية قال:  فليخرج أبناؤها الشماليون قليلا!!
قليلا؟! هما يا ابني قوالب طوب؟! هؤلاء بشر من لحم ودم, لهم أبناء وبنات, حرام أن يسكنوا العراء بعدما كانت بيوتهم تأويهم.. لهم أطفال بالمدارس تم هدم مدرستهم, ولم يجد الأطفال في الصباح مدرستهم التي تعلمهم!!
ما ذنبهم؟!
ثم يواصل هتلريته قائلا:
لنهلك من بعدهم كل كائن حي هناك وبلا استثناء!!
ولا أدري ما كل هذا الدم, وهذه الدعوي للقتل والحرق, ويقول سيادته في جزء آخر من مقالته السامة: أنه ومن معه قد فوضوا السيسي لذلك!!
فهو من نوعية اخترناه وبايعناه للمخلوع.. ثم فوضناه وجرينا وراه لقائد الانقلاب..
وأنا أسأل دعاة الدم والقتل جميعا:
لماذا لا يرسل الجيش قواته بكثافة لتحمي البلاد من الإرهاب, أم أن إسرائيل تمنعهم من ذلك, فيكون البديل لهم هدم سيناء وحرقها كما يقول سفاح القلم؟!
ثم.. هل بفعلتكم تلك من دمار وحرق وهدم قد حاربتم الإرهاب؟ أم أنكم حققتم أقصي ما يريده الإرهاب ؟!
أرونا دولة في العالم فعلت ذلك وحاربت الإرهاب بهدم وتدمير مباني البشر وتشريدهم وتهجيرهم تحت هذا الزعم الذي لكم به مآرب أخرى!!
أخيرا.. فإذا كان للصبر حدودا فإنه علي ما يبدو فإن النفاق ليس له حدود!!

 

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top