كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى عن خلاف متزايد بين رئيس السلطة محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو خلاف قديم جديد له علاقة برفض عباس التصالح مع محمد دحلان، القيادي السابق بحركة فتح والمقيم في الإمارات.
وقال المسؤول الفلسطيني، وفقا لما نقل عنه موقع "العربي الجديد": إن السيسي اتصل هاتفيّاً بالرئيس عباس وشكره على تقديم العزاء ودعم مخطط "فرض الأمن في سيناء" وذلك ردّاً على برقية تعزية من الأخير بمقتل الجنود المصريين في منطقة القواديس، وخلال الاتصال عرّج على قضية محمد دحلان، وبدأ يعاتب عباس على رفضه التصالح معه، رغم كل العروض التي قدمت له.
ووفق المسؤول الفلسطيني المقرب من عباس، فإن السيسي أبلغ (أبو مازن) أنّ تصالحه مع دحلان، سيفيد "فتح" كثيراً، وسيمنع "حماس" من تحقيق أيّ إنجازات انتخابية، في حال جرت الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية.
ولفت المسؤول إلى أنّ السيسي أبلغ عباس أنه من دون التصالح مع دحلان، فإنّ وضع حركة "فتح" سيبقى سيئاً، وستبقى الحركة منقسمة بين تيارين، وهو ما لا يريده للحركة، في هذه المرحلة الحساسة التي يجري فيها ضرب حركات الإسلام السياسي في المنطقة.
ولا يزال عباس مصرّاً على رفض التصالح مع دحلان، وساءت علاقة أبو مازن بالإمارات كثيراً منذ احتضانها القيادي المفصول من "فتح". وسبب الخلاف في الأساس بين الرجلين، عائد إلى تهجم دحلان على أبناء عباس، واتهامهم بالتربح من اسم والدهم ووظيفته.
وفصلت حركة "فتح" دحلان من لجنتها المركزية في 11 حزيران/ يونيو 2011، ومنذ ذلك الوقت انقسمت الحركة إلى قسمين، مناصر لعباس وآخر يسمى في "فتح" التوجه، في إشارة إلى أن أصحابه من أتباع دحلان.
ومنذ انقلاب الثالث من يوليو في مصر، أفردت وسائل الإعلام المصرية الخاصة والرسمية، مساحات كبيرة لدحلان للخروج عبرها، وفي إحدى المقابلات تهجم بألفاظ نابية على الرئيس الفلسطيني، وعقب احتجاج عباس وتدخل جهات في المخابرات المصرية، سُمح للناطق باسم "فتح" أحمد عساف بالخروج في البرنامج ذاته للرد على اتهامات دحلان.
لكنّ عساف، انسحب بعدما اشترطت القناة المملوكة لرجل أعمال مصري بارز، وجود ضيف آخر من المقربين من دحلان ليصبح لقاءً حواريّاً.
ويعتقد مسؤولون فلسطينيون ومراقبون، أن دحلان يُعدّ لأمر ما من مصر، وقد يكون إحلاله مكان عباس في قيادة "فتح" وفيما بعد لرئاسة السلطة الفلسطينية، وذلك بجهود مصرية واضحة، فدحلان يحظى بثقة قادة الانقلاب في مصر، إلى جانب حلوله ضيفاً دائماً على قصر الرئاسة المصري.
وبات دحلان، وفقا للموقع، شبه مقيم في الأراضي المصرية، والتقى السيسي أكثر من مرّة، حتى قبل أنّ يلتقي السيسي بعباس. وأبلغ الرئيس عباس أكثر من مرّة المقربين منه، وفقا لمصادر، أنه يشعر بأنّ محاولات الدفع بدحلان إلى الواجهة صارت أمراً واضحاً وخصوصاً من السيسي، لكنّ عباس يخشى الصدام بالسيسي المدعوم من السعودية والإمارات، اللتين تدعمان ميزانية السلطة الفلسطينية بالمال سنويّاً وتسدان أيّ عجزٍ في موازنتها.
وأضاف المسؤول الفلسطيني أنّ مقبل الأيام قد يكشف الكثير عن خيوط هذه العلاقة، وما يمكن أن تفضي إليه على صعيد الوضع الفلسطيني، سواءً داخل حركة "فتح" أو على صعيد المجمل الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ أموراً من هذا القبيل قد تتكشف قريباً.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر