0

كتب: نصر العشماوي

وقف خائفا يترقب؛ حركات يده وعينيه الحائرتين تشيان بأقدام غير ثابتة على الأرض!!
تخرج الكلمات من بحر لجى متلاطم الأمواج, وتغرق فى أمواج التبريرات التى يريد بها أن يحفر قبرا يحاول أن يدفن فيه كل جرائم الانقلاب الدموي.
 كلام مكرر وتبريرات سبق ترديدها كثيرا، وانهزمت فى الشارع الثوري, ولم يصدقها إلا كل مسحور أمام شاشة السحرة, أو عاشق لدولة الفساد والقمع, كالعبد الذى يعتقد أن صنما يقربه إلى الله زلفي؛ وقف بلباسه المدنى, وحوله كل المظاهر والملابس العسكرية, يختفى فى بزتها؛ ليؤكد ويذكرهم باشتراكهم معه فى الانقلاب على الرئيس الشرعي, ويقول إن الجيش كله لم يكن أمامه إلا الانحياز للشعب؛ كما يسمى هو الأحداث, ويدعى أنهم حاولوا أن يساعدوا الحكم السابق قاصدا الرئيس مرسى وحكومته بلا فائدة, وأن الحكم كان كبيرا عليهم؛ وكأننا الآن فى نعيم مثلا, ولم نرجع إلى الوراء, ولم ينهار الاقتصاد, أو تكثر حوادث الانتحار بعد أن عم اليأس فى البلاد!!
كل كلماته تشى بالخوف من القادم وبالرعب من المجهول, والثورة التى تتبلور شيئا فشيء, حتى تكتمل فى خروج ثورى بصيغة إسلامية صريحة لأول مرة بعد مناورات عديدة, وتخفى فى غير محله؛ لعدم إغضاب الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا!!
كلمات السيسى تخرج كدفاع متهم عن نفسه؛ لتجميل انقلابه القبيح, وإلقاء الفشل على الرئيس مرسى وحده, بينما هم كانوا يتعاونون معه؛ لكى ينجح. يقول: لم ندخر جهدا فى وسعنا عمله؛ لكى ينجح من أجل مصر!!
يدافع عن نفسه لاتهامات وجهت إليهم بالمؤامرة على الرئيس, ولم يكن آخرها ما صرح به وكيل جهاز المخابرات السابق ثروت جودة؛ من أن أخطر الأجهزة السياسية بالدولة كانت تضلل الرئيس. ومن يضلل الرئيس هل يبذل ما بوسعه لكى ينجح أم أنه كان جزءا فى مؤامرة كبرى؟!
هذا غير ما قاله الهارب أحمد شفيق نفسه؛ وغيره وغيره, وحكايات تمرد وغيرها.. كل هذا مجهود يؤدى للنجاح؟!  فماذا تكون رغبة الإفشال إذن؟!
ظل السيسى يدافع عن نفسه وعن قرار انقلابه, وكأنما وضع فى قفص ويدافع عن نفسه أمام شعب لا يدرك أنه فى معظمه يعلم الحقيقة كاملة؛ كما كان يعلم أن مبارك أكبر لصًّا فى مصر, بينما الإعلام كان يصعد به لدرجات الأنبياء والمتقين!
ولأول مرة يقدم السيسى على خلفية الرعب من المجهول القادم, وإزاء غضب شعبى عارم قد يكون من أكبر الأسباب فى مناصرة ثورة الشباب المسلم القادمة والانصهار فيها.. اعتذارا عما حدث فى رفح وتهجير الأهالي؛ مدعيا أن تعويضاتهم قد تصل إلى مليار جنيه, بينما تشى الأخبار من سيناء عن ضياع وتشرد لا مثيل له!!
وقف يستجدى التصفيق عسى أن يصدقه الناس من احتفاء الجالسين على موائد مصر المنهوبة فى أبهة ظاهرة وفخامة حاضرة, وفى ذات الوقت تنقل الشاشات المنصفة رجالا ونساء وأطفالا يبكون على أشلاء وطن كان يأويهم!
ضاعت الثقة بالنفس وحديث القوة والتفويض؛ فهو أول من يعلم زيفها وعدم حقيقتها, وقد تبرهنت أمامه وأمام العالم أجمع فى انتخابات اللجان الخاوية التى استعانوا فيها؛ من أجل جرجرة الجماهير بحفلات الرقص أمام اللجان, وكأنه من الممكن أن يتم بناء وطن داخل تياترو!!
حل محل الثقة الزائفة حديث الاعتذارات والتبريرات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع عن الحق شيئا, ولا عن دماء سالت وأرواح شهداء صعدت تشكوا لربها ظلمها وهوانها على قادة الانقلاب!!
اعتذارات متوالية, ومحاولات متتابعة؛ لإلباس الباطل ثياب الحق؛ لمحاولات تجنب الغضب المتصاعد, وثورة تتمخض أمام هلع ورعب يتخفى وراء قسمات وجه تحاول الابتسام فلا تستطيع, وعلامة صلاة تخجل من الظهور الواضح!!


إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top