قال سيوك تشو، الكاتب الصحفى فى مجلة "زاد ديلى صن، تحت عنوان "العالم
على أعتاب حرب نفطية": "هل ثمة حرب نفطية عالمية قادمة بين الولايات
المتحدة الأمريكية والسعودية من ناحية وروسيا وإيران من ناحية أخرى؟"
وأضاف تشو: "فكر فى هذا الأمر: أربع دول منتجة للنفط،هم: ليبيا، العراق،
نيجيريا وسوريا، واقعة فى براثن أزمة فى الوقت الراهن، كما أن إيران تقع
تحت وطأة عقوبات".
وقبل عشر سنوات، كانت مثل تلك الأنباء تسهم فى زيادة أسعار النفط، لكن
اليوم ما يحدث هو العكس"، حسبما أشار الكاتب الأمريكى توماس فريدمان.
ومضى الكاتب فى مقاله قائلا: "لو كان فريدمان على صواب؛ لكانت أسعار النفط
قد بقيت منخفضة لفترة طويلة ومن الممكن أن يؤثر هذا على ماليزيا بالسلب".
وأضاف الكاتب: "إن خام برنت القياسى العالمى قد منى الجمعة الماضية بسادس
خسارة أسبوعية؛ ليسجل أطول فترة خسارة له منذ العام 2002، وفقا لما ذكرت
شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية المعنية بالشأن الاقتصادى.
وفى أكتوبر الفائت، انخفض خام برنت بنسبة 9.3%، مسجلا أكبر تراجع شهرى منذ
مايو من العام 2012. وعلى الرغم من أن أسعار النفط المنخفضة قد تقلص من دعم
النفط فى ماليزيا، فإنها أيضًا قد تخفض من الإيرادات الحكومية الفيدرالية.
وفى أعقاب بلوغه أعلى مستوى له فى العشرين من يونيو هذا العام ( 119.39
دولار) هذا العام، تراجع خام تابيس Tapis القياسى الماليزى بنسبة 26% إلى
88.28 دولار فى الثامن والعشرين من أكتوبر الماضى؛ ليعرض بذلك الإيرادات
الحكومية الفيدرالية المتوقعة للعام 2015 للخطر، نقلا عن بلومبرج.
وأشار الكاتب إلى تقرير أصدرته مؤسسة " سيتى ريسيرش" Citi Research ،
مجموعة العملاء المؤسسين، والذى قدر أن الانخفاض بقيمة دولار واحد أمريكى
فى خام تابيس يقلص فاتورة الدعم بنسبة 3.5%. وإذا ما بقى " تابيس" عند 90
دولارًا للبرميل فى 2015، من الممكن أن تقل فاتورة الدعم بمعدل النصف فى
حين أن التراجع الإضافى إلى 72-77 دولار أمريكى من الممكن أن يلغى دعم
الوقود من الأساس، حسبما قال التقرير. من ناحية أخرى، مثلت الإيرادات
المرتبطة بالنفط ما نسبته نحو 30% من إيرادات الحكومة الفيدرالية، ما يدر
على مدينة بوتراجايا الماليزية دخلا بقيمة 29.8 مليار رينغيت ماليزى العام
الماضى؛ وفقًا لتقديرات تشوا هاك بن من بنك أمريكا ميريل لينش، وسوف يسهم
التراجع البالغ نسبته 20% فى أسعار النفط الخام فى تفاقم العجز المالى
بأكثر من 4.4 مليار رينغيت ماليزى؛ بحسب توقعات البنك ذاته. وعلى الصعيد
العالمى، تشهد أسعار النفط انخفاضًا؛ بسبب التراجع فى نمو الاقتصاديات فى
كل من أوروبا والصين فى الوقت الذى أسهمت فيه التكنولوجيا المتقدمة التى
ساعدت على تنفيذ مزيد من عمليات التنقيب النفطى من الطفل الصفحى بالولايات
المتحدة فى أن تصبح الولايات المتحدة واحدة من كبرى منتجى النفط فى العالم.
من ناحية أخرى، أسهم القرار الذى اتخذته منظمة الدول المصدرة للنفط "
أوبك" بزيادة الإنتاج إلى أعلى مستوى له فى أربعة عشر شهرًا بالرغم من
الفائض العالمى، فى تراجع أسعار النفط، وفقا لـ بلومبرج. وعلاوة على ذلك،
أقدمت شركة النفط السعودية الحكومية على خفض الأسعار الخاصة بشحنات ديسمبر
إلى المشترين الآسيويين إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر من العام 2008، بحسب
بلومبرج.
وفى هذا الصدد، رأى فريدمان أن أسعار النفط المنخفضة قد جعلت "الحياة صعبة
فى كل من روسيا وإيران، فى الوقت الذى تواجه فيه كل من السعودية والولايات
المتحدة حربًا بالوكالة فى سوريا، هذا نوع من البزنس لا شك، لكنه أيضا يحمل
نكهة الحرب بطريقة أو بأخرى.
النفط:
واستشهد فريدمان بمقالة نشرتها صحيفة " برافادا" الروسية فى الثالث من
أبريل الماضى، والتى كانت تحمل عنوانًا "أوباما يريد السعودية أن تدمر
الاقتصاد الروسى"، ومضت المقالة تقول إنه فى العام 1985، أقدمت الرياض على
رفع إنتاج النفط من 2 مليون إلى 10 مليون برميل يوميا؛ لتقلل بذلك السعر من
32 دولارا إلى 10 دولارات للبرميل.
وأضافت المقالة: "الاقتصاد المدروس للاتحاد السوفييتى لم يكن قادرا حينها
على مواكبة تراجع إيرادات الصادرات، وكان ذلك أحد الأسباب وراء انهيار
الاتحاد السوفييتى السابق".
والآن، فقد تسببت أسعار النفط المنخفضة جنبًا إلى جنب مع العقوبات
المفروضة من جانب واشنطن والاتحاد الأوروبى على موسكو؛ بسبب دعم الأخيرة
لانفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا، فى هبوط النمو الاقتصادى الروسى إلى
الحضيض، ما يمكن أن يسهم فى تقويض حكم الرئيس فلاديمير بوتن.
المصدر: مصر العربية
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر