0
انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها تصريحات ماري لوبان زعيمة الجبهة القومية الفرنسية.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مدير مركز دراسة التشدد التابعة لكلية كينغز- جامعة لندن بيتر نيومان، قوله: "هذه لحظة خطيرة لأوروبا"، فمع "تزايد مظاهر التشدد بين مؤيدي المنظمات الجهادية تشعر الطبقة العاملة البيضاء من الحرمان مما يعني أن الأمور تسير نحو الصدام".
ونقلت عن "أوليفر روي"، المتابع للشأن الإٍسلامي السياسي، وصفه الهجوم على المجلة بأنه من أكثر الحوادث دموية التي تشهدها فرنسا منذ نهاية حرب التحرير الجزائرية في ستينيات القرن الماضي، ولهذا "فهو نقطة تحول كمية ونوعية"، ويضيف: "هذا هجوم سيترك أثرًا كبيرًا"، و"قد فعلوا هذا من أجل إحداث صدمة للرأي العام ويشعرون بأنهم نجحوا".
ومع ذلك، فالمشكلة أن الهجوم حصل في وقت تتصاعد فيه المشاعر المعادية ضد المهاجرين، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية.
وأدى السخط العام من الهجرة لتعزيز حظوظ الأحزاب اليمينية الصغيرة، مثل "حزب الاستقلال البريطاني" و"الجبهة الوطنية" الفرنسية، وبشكل أقل المنظمة الألمانية "الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا).
وفي السويد التي جرت فيها ثلاث هجمات على مساجد، ارتفعت نسبة الدعم للحزب اليميني المعادي للمسلمين "حزب الديمقراطيين السويديين" بنسبة 15%.
ويخشى المسلمون الأوروبيون من تزايد مشاعر الإسلاموفوبيا ضدهم، واستطلعت الصحيفة آراء فرنسيين قالوا: إنهم يشعرون بالخوف وعدم الاطمئنان، وأن اليمين المتطرف سيكون المستفيد الأوحد من هذه الهجمات.
وترى الصحيفة أنه مع كل هجوم مسلح يزيد ميل الرأي العام لتقبل السياسات المعادية للمهاجرين. ففي بريطانيا، التي تعيش فيها أقلية مسلمة يزيد عددها عن مليوني نسمة، دعا حزب الاستقلال إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة القيود على حركة المهاجرين.
وردت الأحزاب الرئيسة على مطالب الحزب بوعود بفرض القيود على الهجرة، وذلك في النقاش الدائر قبل الانتخابات التي ستنظم في مايو المقبل.
ويقول نيومان: إن "هناك قطاعات واسعة من الرأي العام الأوروبي بدأت تظهر في المرحلة الأخيرة مشاعر معادية للمسلمين وأخذت بحشد قواها، حيث وصل صوتها إلى مركز المجتمع".
ويرى الباحث أن من سيعاني من الآثار السلبية هم السكان المسلمون في أوروبا "الناس المسلمون العاديون في أوروبا ممن يريدون عيش حياتهم".
وترى الصحيفة أن المخاطر أكبر في فرنسا العلمانية التي يعيش فيها أكثر من ستة ملايين مسلم ولديها تاريخ من الاستعمار القاسي مع سكان الجزائر ولبنان وسوريا.
وتأتي الهجمات في ظل أزمة اقتصادية ترافقت مع حكومة ضعيفة عاجزة عن القيام بأي إصلاح اقتصادي واجتماعي وبنيوي.
ومن هنا، فهناك شعور بالفشل والعجز المنتشر في فرنسا ويأتي في وقت أصدر فيه الروائي الفرنسي مايكل هولبيك روايته "استسلام" التي تصور انتصار المسلمين وحكمهم لفرنسا.
وزاد من هذا الاحتقان، صعود "الجبهة الوطنية"، اليمينية المتطرفة، التي تتفوق في استطلاعات الرأي على الحزب الاشتراكي الذي يقوده فرانسوا أولاند، وتخوض الانتخابات على ورقة أن الإسلام يمثل تهديدًا للقيم والدولة الفرنسية.
وهناك كتاب آخر يعبر عن حس العجز كتبه إريك زيمور "الانتحار الفرنسي"، ويتهم الحكومة اليسارية في فرنسا بعدم القدرة على التصدي للأمركة والمهاجرين والإسلام. وفي رواية أخرى كتبها جين رولين "الأحداث".
"كاميل غراند من مؤسسة الدراسات الإستراتيجية أن الهجمات "هدية ثمينة للجبهة الوطنية"، مضيفًا أن لوبان تقول في كل مكان: إن الإسلام هو تهديد ويجب على فرنسا الدفاع عن التراب الوطني بدلًا من المشاركة في العراق.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top