0

العديد من الصور خرجت من بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق، وقد أظهرت الرضع والأطفال والرجال في صورة هياكل بشرية تعاني من هزال شديد، وقد تواترت الأنباء أنهم اضطروا لأكل القطط وأوراق الأشجار والعشب؛ من أجل البقاء، لكن قضى منهم عشرات.
أكثر من 40 ألف مدني سوري يعانون من هذا الجوع؛ بسبب حصار تنظيم “حزب الله اللبناني” والنظام السوري للبلدة منذ سبعة أشهر، لكن المشهد الأكثر بشاعة من الحصار، هو ما عكسه وسم “#متضامن_مع_حصار_مضايا” الذي تم تدشينه من قبل بعد أنصار حزب الله والنظام السوري، والذي أظهر مشاعر متباينة من التشفي والشماتة والسخرية من جوع المحاصرين، بل الترحيب بمعاقبتهم بالتجويع والحصار، حيث نشر بعضهم صورا لموائد طعامهم الفارهة ممهورة بالوسم السابق.


في وقت تُوقع الجميع أن يكون رد أنصار النظام السوري وحزب الله على حصار مضايا وتجويعها هو “الصمت”، فقد كان إظهار السخرية والاستهزاء والشماتة بضحايا المدينة أمرا مفجعا،عبر وسم #‏متضامن_مع_حصار_مضايا ، تم نشر صور لأنواع مختلفة من الطعام، كما تم التقاط “السيلفي” مع الأطباق الدسمة، ووصل الأمر إلى حد السخرية من الأطفال، إذ نشرت صور حلوى أطفال، دون مراعاة أن أكثر من تضرر من حصار البلدة هم أطفال مضايا الذين يعيشون اليوم على وجبة من أوراق الأشجار أو محلول الملح.
https://twitter.com/Hasaab24/status/685757199528771584 يعقب الناشط المدني ياسين الجوبراني على موقف أنصار حزب الله بالقول:”التفاعل الإعلامي الكبير مع قضية حصار مضايا دفع أنصار الميليشيا، وأتباع زعيمها نصر الله، إلى إطلاق هذا الهاشتاغ اللاإنساني على أقل تقدير، هم يريدون تسطيح الجريمة والعمل على تمييعها، خصوصا أن مرتزقة المليشيا لا يمكنهم إنكار الحصار أو إلصاق التهمة بجهات مجهولة أخرى كعادتهم”.


سخرية الإعلاميين

شملت قائمة الساخرين من ضحايا الحصار في لبنان شخصيات إعلامية معروفة، فمراسل قناة المنار التابعة لتنظيم حزب الله “حسين مرتضى” نشر على صفحته على موقع “تويتر” صورة لهيكل عظمي وعلق عليها ساخرًا  #”متضامن_مع_حصار_مضايا”، كما نشر صورة لهياكل عظمية تلعب كرة السلة، وقال إنهم طلاب من مدرسة مضايا، مصور أيضًا في إحدى القنوات اللبنانية نشر صورته من داخل ثلاجة بيته وكتب ساخرا: “أنا متضامن مع حصار مضايا”.

كما نشر المخرج اللبناني شربل خليل صورة يظهر فيها أفارقة يعانون من نحول شديد كتب عليها: “رئيس بلدية مضايا المحاصرة وأعضاء المجلس البلدي في آخر صورة لهم! أين_الضمير؟”


برنامج ساخر


لم تُشبع التغريدة الساخرة سابقة الذكر الرغبة الجامحة لدي المخرج اللبناني شربل خليل بالتشفي من ضحايا مضايا الجوعي، وفي محاولة للإشارة بأن الصور التي تخرج منها كاذبة ومفبركة، فقد سارع لتسجيل حلقة من برنامجه الساخر “بس مات وطن” تمحورت حول السخرية من جوع مضايا المحاصرة.
البرنامج الذي يُبث على فضائية lbc اللبنانية عنون حلقته تلك بـ “بطاطا وملح”، و جاء في مقطع تمثيلي أربع شخصيات، هم أب وأم وشخصان يقومان بدور الأبناء الجوعي، يطلبون من أمهم بإلحاح الطعام فتخبرهم أن أباهم ذهب لإحضار الطعام، ثم يأتي الوالد ومعه أربع حبات بطاطا صغيرة، ليفرح الولدان بالطعام، لكنه يصر عليهما بالبكاء بعد أن اكتشف أنه نسي الملح.

يقول الكاتب علي السقا: “الجوع مادة للسخرية، خواء المعدة وهزال الجسد الذي يمهد للموت المحتوم والبطيء، مع ما يرافقه من ألم، مادة للتندّر عند شربل خليل، سخريته الوقحة ليست بتناوله الأفارقة بهذا الأسلوب فحسب، بل في افتعاله توليفة تريد أن ترفع المسئولية الإنسانية والأخلاقية، تجاه ما يتداول عن موت بطيء جوعاً وبرداً، لأناس في بلدة مضايا السورية”، وتساءل الكاتب في مقاله “شربل خليل.. العنصرية المزدوجة” :”لم يطلب أحد من شربل خليل، أن يعلن مناصرته لطرف دون آخر في الحرب السورية. لكن ثمة سؤالاً أخلاقياً يطرح عليه وعلى أمثاله: هل يمكن لإنسان أن يؤيد موت إنسان آخر جوعاً؟


إدانة واستنكار


في ردة فعل مباشرة، استهجن الآلاف على مستوي العالم موقف أنصار حزب الله والنظام السوري تجاه ضحايا حصار مضايا فقد كتب اللبناني طوني بولس:”كم هو مؤسف أن ترى بشرا بهذه القذارة، المجاعة ليست للأمعاء الخاوية، إنما لأصحاب القلوب والعقول الفارغة”، بينما كتبت ناشطة أخرى: :أشباه البشر هكذا تضامنوا مع أهلنا وإخوتنا في مضايا‬ ، أي عار سيلحق بهم وبنا إن سامحنا أو نسينا!“

وقامت صحيفة “أندبندنت” البريطانية بنشر تقرير تناولت فيه ردة الفعل على حملة أنصار النظام السوري وحزب الله للسخرية من معاناة أهالي مضايا، وذكرت:”أن أنصار النظام السوري ينشرون صورا استفزازية للوجبات التي يقومون بتحضيرها، من أجل التشفي في أهالي مضايا الذين يعانون من الجوع”، وأضافت الصحيفة أن”وسم #متضامن_مع_حصار_مضايا، أثار موجة من الغضب والاستياء لدى جميع المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أدان الجميع هذا التصرف السادي والمقرف بشكل لا يصدق. “وأشارت الصحيفة أن”بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي اعتبروا هذه المواقف من أكثر الظواهر التي شهدتها شبكات التواصل الاجتماعي انحطاطا منذ ظهورها”.

أما صحيفة “تليجراف” البريطانية، فأكدت أن “مؤيدي بشار الأسد وصلوا لمستويات قياسية من التدني بعد سنوات من الحرب التي استخدم فيها النظام أسلحة كيميائية وقنابل ضد مدنيين، وقام مؤيدوه بالسخرية من معاناة البشر وآلاف المدنيين الجوعى والمحاصرين”.
المصدر ساسة بوست

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top