0
هآرتس – افتتاحية - 22/7/2014
خطر لـ
بقلم: أسرة التحرير
دعوة وزير الخارجية  "أفيغدور ليبرمان" لمقاطعة المحلات التجارية العربية التى تضرب احتجاجا على حملة "الجرف الصامد"، هى فعل تحريضى انتهازى وخطير آخر من معمل إنتاج رئيس إسرائيل بيتنا، الذى يثبت بأنه لا يتردد فى امتطاء موجات التوتر والقلق هذه الأيام؛ كى يجنى ربحًا سياسيًّا فى أوساط الجمهور اليمينى المتطرف.
 ومن أجل هذا الهدف مستعد "ليبرمان" لأن يشعل الخواطر، ويحرض المواطنين على بعضهم البعض، وأن يدوس على مبادىء أساسية للنظام الديمقراطى
للفلسطينيين من سكان إسرائيل، مثلما لكل المواطنين الآخرين، الحق الكامل فى التعبير عن الاحتجاج ضد سياسة الحكومة، ولا سيما عندما يعبر الناس عن احتجاجهم بطريقة غير عنيفة، مثل: إغلاق المحلات التجارية.
إن مبادرة ليبرمان، التى ينسى أنه وزير كبير، وليس مجرد استفزازى سياسى، هى استمرار طبيعى لموجات تشريعية مشابهة، بادر إليها هو ورفاقه فى الحكومة القائمة، وتلك التى سبقتها، وهدفها إسكات النقد والتحريض ضد الأقليات.
 فقوانين مثل "قانون المقاطعة" ومشاريع قوانين مثل "قانون الجمعيات" تعد بعقاب مؤطر، ضمن أمور أخرى من خلال فرض عقوبات اقتصادية على من ينتقد سياسة الحكومة، وقوانين مثل "قانون النكبة"، ومشروع قانون "المتبرعين للدولة" تساهم فى تشويه صورة الفلسطينيين فى إسرائيل.
على خلفية هذه السياسة، لا غرو أن الخطاب الإسرائيلى يوجد فى إحدى نقاط الدرك الأسفل له، وهو مفعم بدعوات الإسكات والعنف.
والرسالة التى تُنقل إلى المواطنين، هى: أن انتقاد الحكومة يترجم فى نهاية المطاف إلى ضرر مباشر بالمنتقدين – إن لم يكن أذىً جسدى، مثل: إحراق الفتى الفلسطينى محمد أبو خضير، فأذى اقتصادى أو مهنى.
مثال على ذلك يمكن أن نجده فى حالة شركة "مانو للسفن" التى أقالت الممثلة "أورنا بناى" بعد أن لقبت نفسها ساخرة بأنها "يسروية هاذية تحب العرب"، وأعربت عن تألمها على موت مواطنين فى الطرفين ومعارضتها للحرب.
هذا التحريض، الذى يتدحرج من أوساط حكومة إسرائيل إلى داخل المجتمع، يعد فى نهاية المطاف أيضا للعنف الجسدى الذى ينتشر فى المظاهرات هذه الأيام، والتى فى أثنائها يهاجم نشطاء اليمين المتظاهرين الذين يحتجون على سياسة الحكومة، بهتافات "الموت للعرب" و "الموت لليسرويين".
إن التحريض العنصرى الذى ينشره ليبرمان، وليس للمرة الأولى، هو جزء من موجة عكرة تهدد صورة دولة إسرائيل.
 على أعضاء الحكومة، وعلى رأسهم "بنيامين نتنياهو" أن يشجبوا تماما هذه الأقوال والتنكر لمبادرات وزير الخارجية الخطيرة.
*****************
يديعوت – مقال افتتاحى – 22/7/2014

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top