0
قال نائب رئيس المكتب السياسى:" إن هناك فروقات كبيرة بين المبادرة المصرية عام 2012 أيام حكم الرئيس محمد مرسى، والمبادرة الحالية التى قدمت من قبل القاهرة تحت إدارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى".
وأضاف :"البعض يدعى بأن بنود ‫‏المبادرة المصرية اليوم هى نفسها بنود تفاهمات 2012، ويقولون بأنه لو كان ‏مرسى لا يزال رئيسًا لقبلت حماس بالمبادرة.. وهذا كلام غير سياسى، ولا سند له ولا واقع، فالاختلاف بين تفاهمات 2012 والمبادرة ‫‏المصرية الحالية فيها فروقات كبيرة جدًّا".
- أولاً: لا بد من التذكير بأن الملف ‫‏الفلسطينى، وملف العلاقة مع حماس هو بيد المخابرات العامة المصرية، بغض النظر عن الرئيس الموجود أو الحزب أو الجهة التى تحكم فى مصر، كان هناك تفاهمات 2012 المخابرات العامة المصرية هى التى قادت مفاوضات غير مباشرة بيننا وبين العدو الصهيونى، وحينها توصلنا إلى تفاهمات 2012، أما المبادرة المصرية اليوم فلم تكن نتيجة مفاوضات مع جميع الأطراف.
أعلنت فى الإعلام ومن جانب واحد دون رجوع أو تنسيق مع المقاومة الفلسطينية وهذا خلاف 2012، ونحن من جهتنا أوضحنا وبيَّنا بأن اعتذارنا عن قبول المبادرة المصرية بالطريقة التى خرجت فيها شكلاً ومضمونا، لا يعنى الرفض أو الاعتراض على الدور المصرى، وأكدنا ولا زلنا نؤكد بأنه لا حل بدون مصر، لكن أى حل يجب أن يلبى حقوق شعبنا، ونقول حقوق وليست مجرد مطالب المقاومة والشعب الفلسطينى، هناك حقوق للشعب الفلسطينى بجب أن تلبى.
- ثانيًا: قراءتنا للمبادرة، أنها جاءت لإحراج حماس؛ لأنه فى حال رفضها، ستُحرج حماس وستعطى الضوء الأخضر لبنيامين نتنياهو، لكى يضرب ‏قطاع غزة، وفى حال الموافقة من جانب حماس عليها، فهذا يعنى الاستسلام وإعلان هزيمة المقاومة؛ لأنه حينها، لم يكن بين أيدينا ما يكفى لنفاوض عليه ونضعه على الطاولة، ووقتها يكون قد خسر الغزيون كل شيء.
- ثالثا: ليس هناك وجه للمقارنة، بين تفاهمات 2012 والمبادرة المصرية الحالية، فى عدوان العام 2012، كانت ‫‏مصر أكبر من وسيط، أما فى المبادرة الحالية، فمصر طرحت نفسها كمجرد وسيط، ومن حيث المبدأ نحن نرفض أن تكون مصر مجرد وسيطح؛ لأن دورها أكبر من ذلك، كما نرفض أن تساوى مصر بيننا وبين الكيان الصهيونى، أو بين الضحية والجلاد.
- رابعا: إن المبادرة المصرية الحالية وصفت أعمال المقاومة بالعدائية، وهذا موقف نرفضه من الأشقاء فى مصر، أما فى مبادرة 2012، فمصر لم تصفنا بهذا الوصف، لكن نحن وصفنا أعمال العدو الصهيونى تجاهنا بالعدوانية، وهو من وصف أعمال المقاومة تجاهه بالعدوانية، والفرق كبير بين الموقفين؛ فوصف أعمالنا تجاه العدو فى 2012، لم يأتِ من المصريين، بل من الطرف الصهيونى، بعكس ما حدث هذه المرة.
- خامسا: المبادرة الحالية ربطت فتح المعابر بالأمن، فى حين أن المنطقة برمتها ليس فيها أمن، وهذا معناه ألا تفتح المعابر على الإطلاق، فى حين أن فتح المعابر فى المبادرة السابقة لم يتم ربطه بشرط.
- سادسا، فى مبادرة 2012، كانت مصر تقف إلى جانب المقاومة، كما أن مصر فى حينها قادت حملة من أجل وقف العدوان، ورئيس الوزراء المصرى هشام قنديل زار القطاع تحت القصف، أما فى الموقف الحالى، فللأسف الشديد، الموقف مغاير، والإعلام المصرى يشن حملة على المقاومة ويتهم حماس بقتل الشعب الفلسطينى، وأنها متآمرة مع (إسرائيل )، وأنها حليفة لإسرائيل فى مواجهة الشعب فى حين أن حماس ومعها فصائل المقاومة، هى من تدافع عن شعبها، وتدفع فاتورة العدوان مع شعبها.
سابعا: يجب الحديث عن الخطورة السياسية التى جاءت فى ديباجة المبادرة ( الفقرة الثانية)، عن الشروع بمفاوضات سلمية على حدود 1967 و الالتزام  بقرارات شرعية دولية تلزم المقاومة، وهذه مسلمات ترفض المقاومة الإقرار بشرعيتها، ودفعت فى سبيل رفضها هذا حصارًا وقتلاً واعتقالًا، وكان بإمكانها فيما لو اعترفت وقبلت بهذه الشروط بعد فوزها فى انتخابات عام 2006 أن تدخل البيت الأبيض، وتفرش لها السجاجيد الحمراء فى كل عواصم العالم.
 والاعتراف بذلك الآن يعنى أن ما عجزت إسرائيل وأمريكا أن تأخذه من إقرار واعتراف بشرعية وجودها على حدود 1967 من خلال الحصار والحروب المتكررة، مطلوب منا أن نقبل به بمبادرة لوقف إطلاق النار، حال القبول والتوقيع؟
كذلك كان حريا بعد خرق (إسرائيل) لتفاهمات 2012، وتفاهمات صفقة الأسرى باعتقال المحررين، وكلاهما اتفاقيتين رعتهما وضمنتهما مصر الدولة والدور، وليس مصر مرسى أو غيره كما يحلو للبعض القول، فالراعى كان مصر، أى كان رئيسها مبارك، طنطاوى، مرسى، السيسى، وهى عندما ترعى اتفاق ترعاه كمصر الدولة والدور كبيرة العرب ورئيستهم، لهذا كان حريا أن توجه كل الاتهامات لهذا الكيان الدموى البغيض، ناقض كل العهود والاتفاقات، والذى يضرب بعرض الحائط أول ما يضرب، الضامنين والراعين.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top