0

رغم أن سكان غزة استبشروا بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل برفع الحصار، فقد أظهرت التطورات اللاحقة رغبة إسرائيلية ومصرية مشتركة لعقاب "حماس" التي تحكم القطاع، علي صمودها في وجه الاحتلال، إذ بات قطاع غزة منقطعا عن العالم في أعقاب حصار إسرائيلي ومصري مشدد، بالتزامن مع ذكري وعد بلفور الذي قسم فلسطين وأعطي يهود الشتات دولة في قلب العالم العربي.
وقال مراقبون إسرائيليون إن زيادة الضغط على غزة وتضييق الحصار قد يؤديان إلى تصعيد المقاومة من جهة غزة وعودة الصواريخ إلي تل ابيب، وذلك عكس التوقعات الإسرائيلية والمصرية بأن مزيدا من الضغط سيلجم الحركات المسلحة في القطاع من ممارسة النشاطات الإرهابية، بحسب صحف إسرائيلية.
فمن الجانب المصري، تم إغلاق معبر رفح عقب عملية رفح الأخيرة، وتأجيل استضافة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لرفع الحصار، ويسرع نظام السيسي، من إجراءاته الأمنية الرامية إلى بناء منطقة عازلة بين شبه جزيرة سيناء والقطاع وتدمير الأنفاق الأرضية، من غزة، تمتد بطول 10 كم وعرض نصف متر، في أعقاب اتهامات إعلامية وأمنية لغزة بالوقوف وراء مقتل 33 جنديا مصريا في شبه جزيرة سيناء.
ومن جهة إسرائيل، قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق معبري إيريز (بيت حانون) وكيريم شالوم (كرم ابو سالم) حتى إشعار آخر، في أعقاب إطلاق قذيفة من غزة نحو إسرائيل، وهي القذيفة التي يرجح مراقبون أنها كانت مقصودة و"رسالة" للإسرائيليين أن صبر أهل غزة نفذ بعدما انتظروا إعادة الاعتمار فقوبلوا بمزيد من الحصار لألف الفلسطينيين الذين يبيتون في الشوارع بجوار منازلهم المهدمة بفعل العدوان الأخير.
ويفرض القراران المتزامنان، المصري والإسرائيلي، حصارا محكما على القطاع بدعوي أن غزة تهدد من مصر وإسرائيل معا، فيما تقوم حماس باتصالات مع مصر من أجل تخفيف الحصار "الثنائي"، وفتح معبر رفح، وتحاول إرسال رسائل خشنة لإسرائيل بأن الصواريخ ستعاود قصف مدنها في ظل استمرار الحصار.
وبرغم انتهاء الحرب علي غزة قبل أكثر من شهرين باتفاق التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية والذي ينص على إنهاء الحصار وفتح المعابر، فقد بدا القلق يتسلل إلي قلوب الغزيين مع استمرار الحصار بل وتشديده، فالمعابر تفتح بشكل جزئي والبضائع تدخل بالقطارة، ومواد الاعمار تدخل من خلال آلية معقدة ومراقبة من قبل الاحتلال والأمم المتحدة.
وعاد كل شيء على ما كان عليه قبل الحرب بإغلاق إسرائيل معبري "كرم ابو سالم" للبضائع وبيت حانون "ايرز" للأفراد، وإغلاق مصر معبر رفح بل زاد على ذلك حجم الدمار الكبير والشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال هذا العدوان.
فالسلطات المصرية أغلقت معبر رفح البري يوم السبت (25|10)، عقب وقوع الهجوم على الجيش المصري في سيناء والذي أسفر عن مقتل العشرات منهم ولا يزال مغلقا منذ 10 أيام تقريبا، في حين أغلقت السلطات الإسرائيلية صباح الأحد (2|11)، معبري "كرم أبو سالم" التجاري وبيت حانون "ايرز" إلى اجل غير مسمى وذلك لدواعي أمنية.
وقيل أن السبب هو سقوط قذيفة من غزة علي إسرائيل وخرق الهدنة، فيما قيل أن المعابر تغلق يومين في الأسبوع إضافة إلى أيام الأعياد اليهودية خلال الفترة السابقة.
ويقول الفلسطينيون أن ما يحدث هو عقاب جماعي، حيث استنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار قرار إسرائيل إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون المخصصان للبضائع وللأفراد ويعملان بشكل جزئي منذ فرض الحصار الإسرائيلي قبل سبعة أعوام وتحكم إسرائيل في مواعيد فتح وإغلاق المعابر وكميات وأنواع السلع المسموح لها بالمرور والأفراد الذين تسمح بمرورهم وتغلق المعابر بحجج أمنية بين الحين والآخر.
وحذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها لن تقبل إبقاء المعابر مغلقة بهذه الطريقة ويبقى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعاني، وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة: "إن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة ، تصعيد خطير ومفاقمة لمعاناة أهلنا في القطاع ومخالف تماما لاتفاق التهدئة الأخير الذي رعته مصر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، والذي بموجبة كان يجب أن تفتح المعابر ويفك الحصار ويعاد الأعمار وهذا لم يحصل حتى الآن".
وأبرمت المقاومة الفلسطينية في السادس والعشرين من أغسطس الماضي اتفاق تهدئة مع إسرائيل برعاية مصرية بعد الحرب الضروس التي تعرض لها قطاع غزة واستمرت 51 يوما والتي أسفرت عن استشهاد 2162 فلسطينيًا وإصابة 11 آلف آخرين، وتدمير 60 ألف منزلًا، وارتكاب مجازر مروعة.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top