حوار: نصر العشماوي
قد يكون قرار السلطة الانقلابية بإلقاء القبض علي الدكتور محمد علي بشر
مفاجأة للجميع (ولكنه لم يكن مفاجأة للدكتور بشر نفسه), وخاصة ممن ظنوا أن
السلطة تركت بشر حرا لأنه هو الباب المفتوح للمفاوضات والتنازلات, لدرجة
أن قال البعض في صحف الإنقلاب أن بشر يتبني فكرة التصالح مع سلطة الانقلاب
والاعتراف بها, ولكنه يلقي تعنتا من بعض قيادات الجماعة علي رأسهم مرشد
الإخوان والرئيس مرسي نفسه وخيرت الشاطر؛ القابعون في سجون الانقلاب, فما
حقيقة ذلك, وما هو رد الدكتور بشر علي كل ما أثير في بعض النقاط.
فكان لنا هذا الحوار الذي أجريناه مع د. بشر منذ أسابيع أثناء حضوره لتشييع جنازة الشهيد أحمد شعلان بالمنوفية
وإلي تفاصيل الحوار:
* د. بشر.. نسمع عن مبادرات ومفاوضات بينكم وبين
سلطة الانقلاب, وعن قبولكم لبعض التنازلات, فما هي حدود تلك التنازلات,
خاصة وأنت هنا تشيع شهيدا جديدا بعد آلاف الشهداء؟
د. بشر: أولا أحب
أن أقول أنني شخصيا لا أسمح لنفسي بالتفاوض علي دماء الشهداء مطلقا, فليست
ملكي لكي أتفاوض عنها, يعني مثلا لا أجلس مع أحد وأقول له إحنا مسامحين في
دم الشهداء.. هذا لا أملكه أصلا, فكيف تسمعوا لمن يقول أنني أقدم تنازلات
في هذا الشأن, كما أن وجهة نظري أنه لا تفاوض علي الدماء.
* ولكننا نسمع عن موافقتكم علي مبادرات تسمح بالأخذ والرد مع السلطة بشأن التصالح فما هو حقيقة ذلك؟
أولا
المبادرات تأتي من طرف السلطة, وكثيرا ما عرضوا علي خيرت الشاطر بعض
المبادرات, ولكنه كان يقول لهم أنا ليس لي سلطة البت في شيء, عندكم رئيس
الجمهورية د. مرسي فاذهبوا إليه، أما عن جلوسنا للتفاوض, فنحن جلسنا لأننا
حريصون علي عدم إراقة دماء أخري, وليس لأننا سنتسامح في دماء الشهداء,
وأتحدي أن يقول قائل أننا وصلنا في أي تفاوض إلي أي شيء لا يرضي الشهداء
أنفسهم وما ضحوا بأرواحهم من أجله.
* يقولون أن عدم إلقاء القبض علي
بعض قيادات الجماعة ومنهم أنت د. بشر لأن لديكم مرونة بقبول فكرة شرعنة
الانقلاب والاعتراف برئاسة السيسي وخروج الجماعة من السجون.. فما حقيقة
ذلك؟!
من يقول ذلك لا يعرف أي شيء عن جماعة الإخوان, فمرونتنا لا
تكون إلا في الحق, الذي من الممكن أن نتنازل للصالح العام في حقوق شخصية
لنا, أما فيما يخص الأمة فهذا لا يخضع لمرونتي أو مرونة غيري, وليس الأمر
خاضعا لتوجهات فردية, حتي لو كانت مني, وأنا لم يصدر مني مطلقا أبدا حكاية
الاعتراف بسلطة الانقلاب, وإلا نكون بذلك نخون دماء الشهداء بالفعل, نحن
نتفاوض في حدود عودة الشرعية وإنهاء حكم العسكر, هذا هو عنواننا العريض
الذي نضعه للقبول بأي مبادرة, ونسمح في أن نتحدث في تفاصيل ذلك دون تفريط
في أي حق يخص الشهداء، أما حكاية أنهم سايبنا عشان يتفاوضوا معانا, فأنا
والله لا أعرف فيم يفكرون.. وقال ضاحكا: بكرة يقبضوا علينا يا سيدي عشان
ترتاح!!
* هل عودة الرئيس مرسي شرطا لعودة الشرعية؟ لأن البعض يقول أنكم أيضا تفاوضتم علي إجراء انتخابات جديدة دون مرسي والتيار الإسلامي؟!
عجبا..
وهو بقي فيه شرعية في البلاد سوي عودة الرئيس مرسي.. هو مصدر الشرعية
الوحيد منصب الرئاسة الذي جاء بإرادة الشعب وعبر صندوق الانتخابات، لكننا
نتحدث كما قلت في تفاصيل العودة, ونقبل بالحوار حول نقاط بعينها, يعني مثلا
إحدي المبادرات قالت شرعية مرسي للحكم علي أن يجري انتخابات مبكرة في خلال
عام من عودة الشرعية, تكلمنا في ذلك, وأيضا هناك ناس رأوا عودة مرسي للحكم
علي أن يعين معه أربع أو خمس شخصيات تمثل اتجاهات مختلفة منها واحد من
المؤسسة العسكرية.. تباحثنا في ذلك, ولكننا لم نصل إلي شيء بسبب أن الجيش
متمسك بالسلطة, ولا يفتح أي باب ينزع السلطة من يده.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر