المشكلة في سوريا ليست في داعش وفكرها المنغلق فداعش وان كانت الأكبر
فهي تنظيم من 1800 تنظيم، نعم 1800، ستقولون كيف؟! أولا: هذا رصد مخابراتي
دقيق ومنشور، ثانيا: إن كل قرية أو مدينة أو مركز يسيطر عليها تنظيم مختلف،
ولا يمكنك حصر أسماء التنظيمات.. ولا تعرف هوية هذه التنظيمات إذا عرفت
اسمها فمنذ أيام تحالفت 5 تنظيمات في جزء من حلب وسمت نفسها الجبهة
الشامية!! منها تنظيم اسمه (نور الدين زنكي) وهو رجل عظيم ولكنه لا يصلح
اسما لتنظيم ولا يغني عن برنامج. وفي منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق
يوجد "جيش الاسلام" ومعه مجموعة من المنظمات الأخرى يحارب "جيش الأمة"
المنافس، يقاتلون بعضهم بعضا- وهذه مجرد أمثلة- ويقول زهران علوش قائد "جيش
الاسلام" أنه تمكن بعون الله من القضاء على "جيش الأمة" بعد اعتقال قادته،
وبعد فرض حظر التجول في مدينة دوما. ويتهم جيش الاسلام قيادة جيش الأمة
بالمسئولية عن ادخال كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات إضافة إلى أعمال
القتل والخطف.
ويقول جيش الاسلام أن أهالي دوما هم الذين طالبوا بذلك. الغوطة الشرقية
وحدها تعج بالتنظيمات..خذ عندك: الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام- فيلق
الرحمن- ألوية الحبيب المصطفى- حركة أحرار الشام الاسلامية على سبيل المثال
لا الحصر، وجيش الأمة الذي تمت تصفيته منذ أيام مكون من 10 فصائل
اسلامية!! وفي الأسابيع الماضية تعرضت قيادة جيش الأمة لتصفيات جسدية
متوالية (اغتيالات). أما في الغوطة الغربية فهناك تنظيمات أخرى أشهرها:
الكتائب الاسلامية- الكتائب المقاتلة وأما شمال دمشق وعلى الحدود اللبنانية
فتوجد جبهة النصرة وهي التنظيم رقم 2 من حيث القوة بعد داعش، ويسعى النصرة
لاحتلال قرى لبنانية!! وقد دفعت الحشود الدولية للمقاتلين النظام السوري
إلى الاستعانة بقوات من حزب الله وشيعة من ايران والعراق وأفغانستان
فأصبحنا أمام غابة من التنظيمات المتقاتلة تختلف من مربع إلى آخر!! أضف إلى
ذلك المعارك الشهيرة المستمرة في كوباني بين أكراد سوريا وداعش في شمال
سوريا والتي انضم اليها أكراد عراقيون، وللأكراد السوريون العديد من
المنظمات وليسوا منظمة واحدة، ولا داعي لكتابة أسماء جنسيات المقاتلين
القادمين إلى داعش وغيرها فهي من كل بلاد العالم تقريبا (100 دولة).
وبالعودة للغوطة الشرقية فإن جيش الأمة لم يستسلم بعد وأصدر بيانا ملؤه
التهديد والوعيد إذا لم يفرج عن قادته المعتقلين، وتقول مصادر المعارضة إن
الصراع بين "الجيشين" كان حول السيطرة على معابر المنطقة (الحدود.. أي حدود
دويلة الغوطة الشرقية!!) وهناك اتهامات لجيش الاسلام بأنه يتقاضى من خلال
المعابر جمارك 30% تقتطع من كميات البضائع والأغذية. وهذه المعارك مستمرة
منذ أسابيع، حيث يُتهم جيش الاسلام برفع الأسعار ما بين 10 و20 ضعف مثليها
في دمشق بسبب الجمارك (الخوات). ويتهم جيش الأمة زهران علوش رئيس جيش
الاسلام بمحاصرة الغوطة من الداخل وكأنه شريك للنظام حتى بات سكان الغوطة
يكرهون المسلحين، وأصبح الحديث يدور عن "شهداء الجوع"! مما أدى إلى اندلاع
مظاهرات في مدينة دوما يوم 8 نوفمبر الماضي للمرة الثالثة، وقتل جيش
الاسلام اثنين من المتظاهرين أثناء محاولة الجماهير اقتحام مخازن المواد
الغذائية التابعة للجيش!! وكان الرد باعدام أحد المواطنين في ميدان عام
بقطع الرأس بالسيف في 15 نوفمبر وتم تأسيس سجن التوية شبيه بسجون مخابرات
الأسد!! حيث يجري اعتقال للمدنيين والنشطاء الذين ينتقدون جيش الاسلام! أما
الجيش السوري الحر الذي يضمحل على أرض الواقع فلم يملك إلا إصدار بيان ضد
جيش الاسلام ويتهمه بأنه يحاول تسليم المنطقة للنظام السوري. ويتوعد الجييش
الحر برد عسكري واسع النطاق!!
وتواصل القوى المسلحة قصف دمشق بالهاونات وهو قصف يؤدي عادة إلى قتل
المدنيين وتدمير ممتلكاتهم ولا يضر النظام (آخر قصف أدى إلى إصابة 9
مواطنين في حي القصاع). وفي حلب وبعيدا عن الجبهة الشامية فإن تنظيم آخر
اسمه "لواء شهداء بدر" بقيادة خالد الحياني قصف أحد أحياء حلب . وفي جمعية
الزهراء تواصلت المعارك بين جبهة أنصار الدين والتي تضم عدة تنظيمات: جيش
المهاجرين والأنصار- حركة فجر الشام الاسلامية- حركة شام الاسلام من طرف
وقوات النظام من طرف آخر أيضا في حلب.
ما ذكرنا هو جرد (غير شامل) لتقارير يوم واحد من الشقيقة سوريا يكشف حال
التشرذم المروعة، وهذه التقارير من مصادر المعارضة السورية أو المتعاطفة
معها. هل تعلمون كم شمل هذا التقرير: 36 تنظيم معار، بحساب 7 تنظيمات
للأكراد وهذا أقل من الواقع. نحن أمام فسيفساء مروعة للمعارضة والنظام ولا
توجد فرصة واضحة لحسم الصراع، المتوقع في المدى المنظور المزيد من الدماء
والخراب وتدمير الدولة التي كانت سوريا.
في الفقه السني حكمة بالغة تقول بلا خلاف: إذا كان الخروج على الحاكم يؤدي
إلى فتنة أكبر فلا داعي لهذا الخروج ونصبر على ظلم الحاكم أو نعارضه بمستوى
أقل من الخروج (الثثورة)، فالمقصود بالثورة أن تكون عملية جراحية سريعة لا
أن تكون مستنقعا من الدماء يؤدي إلى عشرات الآلاف من القتلى، و5 ملايين
مهاجر ونازح، وتدمير 60% من المصانع وأغلب المدن والبلدات، بل تدمير الآثار
ومعالم البلاد. وعندما تنادى بثورة مسلحة يجب أن يكون لها قائد أو قيادة
معلومة وموثوقة وتوجه وبرنامج معروف ومقبول من عامة الشعب.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر