0

رأي المحلل السياسي عمر كوش أن الهدن التي يعقدها النظام مع مقاتلي المعارضة منذ أكثر من عامين تجري وفق مخطط مدروس من قبل النظام وحلفائه؛ حيث يجري التركيز على العاصمة دمشق ومحيطها ومدينة حمص وبعض مناطق حماة المجاورة للشريط الساحلي.

وأضاف كوش فى مقال له بموقع "السورية نت" تحت عنوان "الهُدَن والتغيير الديموغرافي في سوريا" أن النظام عقد قبل نحو عامين سلسلة اتفاقيات وهُدَن، شملت أحياء برزة والقابون وتشرين (شمالي العاصمة)، التي دخلت هدنة مع نظام الأسد ابتداءً من برزة في فبراير/شباط 2014، ثم القابون وتشرين في سبتمبر/أيلول من العام ذاته , أما في جنوبي دمشق، فدخلت بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا في هدنة مفتوحة مع قوات الأسد في فبراير/شباط 2014، وبعد ثلاثة أشهر -وتحديدًا في مايو/أيار- دخل حيّا القدم والعسالي في هدنة أيضاً، ليصبح جنوبي دمشق خاليا من مقاتلي المعارضة، باستثناء حي التضامن، إضافة إلى حي الحجر الأسود، الذي سيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع عام 2014، إضافة إلى مخيم اليرموك الذي يتواجد فيه مقاتلو "جبهة النصرة" وآخرون.

وتابع المحلل السياسي : شملت الهدن أيضاً مدناً ومناطق غرب دمشق، بدءا من مدينة معضمية الشام، المجاورة لمدينة داريا في الغوطة الغربية للعاصمة، التي دخلت هدنة في 25 كانون الأول/ديسمبر 2013 بعد معارك وحصار استمر أكثر من عام، ثم دخلت الهدنة مدينة قدسيا في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، كشرط رئيسي وضعه النظام لإعادة فتح الطريق وفك الحصار الكامل المفروض عليهاويسعى النظام إلى تسويات وهدن في بلدات وادي بردى، مثل: بسيمة، وعين الفيجة، ووادي مقرن، وكفير الزيت، وصولا إلى الزبداني ومضايا، فالعاصمة.

وأضاف أن ضباطا إيرانيين ومحافظ حمص عقدوا في السابع من مايو/أيار 2014 اتفاقاً مع مقاتلي المعارضة في حمص، خرج بموجبه مقاتلو الجيش الحر وأحرار الشام وجبهة النصرة من أحياء حمص القديمة الثائرة (الخالدية، وباب سباع، وباب هود، وجورة الشياح، والقصور) نحو الشمال، بعد أن رزحوا تحت حصار كامل لمدة عامين في عدد من أحياء المدينة وفي حماة وريفها، لجأت قوات الأسد إلى الهدن مبكرًا في حماة، ولعل هدنة بلدة قلعة المضيق في الريف الشمالي الغربي هي الأقدم قبل نحو ثلاثة أعوام، ثم عقدت هدنة أخرى في بلدة كفرنبودة في مطلع أغسطس/آب 2014.

وأكد الكاتب أن نظام الأسد وحلفاءه -الإيرانيين والروس- يريدون أن يغيروا التركيبة السكانية لسوريا، وتقسيم سوريا إلى أقاليم (كانتونات)، تطبيقاً لهندسة اجتماعية، تقوم على إفراغ المدن والبلدات والمناطق من سكانها، المنتمين للأكثرية، وتوطين سواهم من أقلية بعينها، الأمر الذي يفسر إصرار نظام الأسد على عدم السماح لسكان حمص القديمة بالعودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم، بعد توقيع الهدنة، والأمر نفسه ينطبق على باقي المناطق الأخرى، التي يرحل مقاتلوها ومدنيوها إلى سوريا الأخرى.

وأشار كوش إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2015، وبالرغم من الهدن والاتفاقيات، فإن النظام وحلفاءه لم يتمكنوا من الوقوف في وجه مقاتلي المعارضة، وباتت مناطق سوريا المفيدة مهددة، لذلك جاء دخول روسيا الحرب إلى جانب النظام بغية تمكين النظام من المحافظة على سوريا المفيدة، بوصفها خيار النظام الإرادي، لأن الساسة الروس يدركون تماما أنهم مهما فعلوا وتوغلوا في الدم السوري، فإن ذلك لن يعيد إخضاع السوريين، لذلك تقصف مقاتلاتهم مناطق سيطرة المعارضة، مستهدفة -عن قصد- البنى التحتية، ومناطق تواجد المدنيين والمقاتلين، ولا تستثني المدارس أو المشافي أو الأسواق، أو حتى الجسور والطرقات.

وأردف كوش أن طموح النظام -وحلفائه الروس والإيرانيين- في سوريا المفيدة لن يتحقق، ليس لأنه لا يمتلك أي مشروعية فقط، بل لأن النظام وحلفاءه ليس همهم الحفاظ على طائفة بعينها، أو الانتصار لها، بل هم يستخدمون الطائفة العلوية وقوداً في حربهم الخاسرة، كما أن أي كيان انقسامي سيعاني من اهتراء داخلي، سيفضي إلي هلاكه، في ظل نظام دموي، سقط منذ اليوم الأول للثورة السورية.

المصدر المفكرة الاسلامية

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top