أشارت تقارير صحافية وإعلامية إلى أن الحكومة التركية وكذلك الأوساط
السياسية والشعبية يشعرون بأن حلف شمال الأطلسي لن يقف إلى جانب بلادهم
بشكل حقيقي في حالة تصاعد الأزمة مع تركيا وتحولها إلى مواجهات عسكرية.
وقالت صحيفة "القدس العربي"،
في تقرير لها، أن تركيا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية
وعلى الرغم من مواقفها العلنية الداعمة لتركيا باتت تنحاز فعلياً على الأرض
لمصالحها مع روسيا وإيران.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "وبينما
يُعيد البعض هذه التخوفات إلى أسباب وتجارب تاريخية بين تركيا والحلف،
يعتبر البعض أن الخلفية الإسلامية للدولة التركية وخاصة الحكومة الحالية
تعتبر سببا رئيسيا في برود العلاقات بين تركيا والغرب"، مضيفة أن "الغرب
بات معنياً أكثر من أي وقت سابق بإضعاف تركيا للقضاء على دورها في الشرق
الأوسط والمنطقة على حساب تحسين العلاقات مع إيران".
وأضافت "القدس العربي"، نقلا
عن محللون سياسيون أتراك، أن هذه التخوفات موجودة فعلياً عند الشارع
والحكومة التركية، وأن لها ما يدعمها من الحقائق التاريخية، معتبرين أن
العلاقات والتنسيق الروسي في أعلى مستوياته وليس كما يظهر في الإعلام،
معتبرين أن الاتفاق النووي الأخير بين إيران والغرب زاد من هذه التخوفات.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي
التركي محمد زاهد غول أن "حلف شمال الأطلسي «الناتو» خان تركيا في السابق
في العديد من المواقف التاريخية أبرزها عام 1974 عندما اتخذت تركيا قرار
الحرب وقامت بإنزال عسكري في قبرص حينها تخلى الحلف عن تركيا وبعث الرئيس
الأمريكي آنذاك رسالة للحكومة التركية نصها أننا لن نقف إلى جانبكم إذا
دخلتم في حرب مع الاتحاد السوفيتي».
وأشار زاهد غول إلى أن "هذه
المواقف التاريخية وغيرها راسخة في العقلية السياسية التركية"، لكنه لفت
إلى أن "المشهد التركي الروسي الحالي مختلف عن السابق وجميع المحللين
يجمعون على أنه لن تحصل مواجهة عسكرية واسعة بين البلدين".
واعتبر زاهد غول أن الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين لا يريد مواجهة عسكرية واسعة "وإنما يريد خلق مبررات
لفشل عملياته في سوريا وإقناع العالم بضرورة استمرار عملياته هناك من خلال
خلق الأزمات مع تركيا"، متوقعاً تصاعد حالة التوتر بين البلدين خلال
الفترة المقبلة بشكل كبير.
بدوره، أوضح الكاتب والمحلل
السياسي التركي مصطفى اوزجان أن "أمريكا وحلف الناتو يراوغون في اتخاذ
مواقف داعمة لتركيا"، مضيفاً: "عام 1957 حدثت أزمة بين تركيا وسوريا أبان
حكم الرئيس عدنان مندريس لكن الولايات المتحدة لم تقف إلى جانب أنقرة
وتقاربت من عبد الناصر الذي كان على عداء مع تركيا وأقرب للاتحاد
السوفييتي".
وتابع اوزجان "اليوم نعيش حالة
مشابهة أمريكا لديها تحالف معلن مع تركيا لكن على الأرض وبالواقع هي
متحالفة بشكل أكبر مع روسيا وإيران، من الخطأ أن تراهن الحكومة التركية على
أمريكا أو حلف الناتو"، مشيرا إلى أن "أمريكا ترى أن خصومها يتحولون
لحلفاء وتنظر إلى حلفائها السابقين على أنهم دمى بيدها تحركهم كما تشاء"،
لافتاً إلى أن تسريبات وكيليكس الأخيرة كشفت تجسس الولايات المتحدة على
العديد من حلفاءها في العالم ولذلك «لا يمكن الرهان عليها».
من جانبه، أوضح المحلل السياسي
محمد أون ألمش أن "السبب الرئيسي في هذا الأمر البعد التاريخي ومواقف
الناتو من تركيا بشكل عام، حيث لم تستفد تركيا إلى الآن من الناتو بشكل
حقيقي، كما أن الناتو قد خذل تركيا بالفعل حين سحبت ألمانيا صواريخ
الباتريوت من تركيا السنة الماضية في وقت حرج كانت تمر به".
فيما قال الكاتب والباحث في
الشأن التركي سعيد الحاج أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف
الناتو معنيان بالتصعيد مع روسيا خاصة بعد التفاهمات الأمريكية الروسية حول
سوريا فالعلاقات الروسية الأمريكية تتجه أكثر نحو التنسيق والتهدئة أكثر
من توجهها نحو الصدام، مذكراً بالموقف الأمريكي الأقرب إلى "الحياد" تجاه
الانتهاكات الروسية المتكررة للأجواء التركية.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي
التركي باكير أتاجان أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وقيادة حلف
الناتو لن تقف إلى جانب تركيا في أي مواجهة محتملة مع روسيا، معتبراً أن
"الغرب له مصلحة في حدوث اشتباك روسي إيراني تركي يضعف الأطراف الثلاثة
ويتيح لواشنطن ولندن تقاسم الكعكة لوحدهما في الشرق الأوسط".
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر