ونشر الموقع المتخصص " MEE:عين على الشرق الأوسط"، يوم أمس، تقريراً يفضح فيه موقف كيري مما حصل في جنيف وبعده، وعلمه المسبق بالحملة الهمجية التي تقوم بها روسيا وميليشيات المرتزقة الشيعية في حلب، حيث أن كيري لم يقر بمعرفته بخطط روسيا وبالتالي موافقته عليها فقط، بل أبدى شماتته بالسوريين وغبطته بأن روسيا سـ"تسحق المعارضة".
3 أشهر من القصف
وينقل الموقع عن عمال في منظمات إغاثية تعمل في سوريا أن كيري قال لهم إن سوريا مقبلة على 3 أشهر من القصف العنيف وأن قوات "المعارضة ستهلك".
وجرت هذه المحادثة على هامش مؤتمر المانحين الذي انعقد في لندن الاسبوع الماضي، والذي جاء عقب فشل مؤتمر جنيف 3 بسبب تعنت النظام وروسيا ورفضهما السماح بدهول المساعدات إلى المناطق التي يحاصرونها.
وينقل التقرير، الذي جاء تحت عنوان بـ"كيري يلوم المعارضة على استمرار قصف سوريا"، عن مصادره أن كيري لام الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف بسبب انسحابهم من المؤتمر، حيث قال إن هذا مهد الطريق للهجوم الروسي الإيراني العنيف على حلب.
وكان الوفد السوري رفض المشاركة بدون وقف القصف ورفع الحصار عن المدن وإدخال المساعدات الطبية والغذائية وهو ما رفضه الروس وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ساندت روسيا في موقفها حيث مارس كيري الكثير من الضغط والتهديد على الوفد السوري للقبول بحضور جنيف بدون تحقيق هذه المطالي الانسانية.
وبحسب MEE قال أحد عمال الإغاثة الذي طلب عدم كشف اسمه إنه حين طلب من كيري تأمين الحماية لمنظمته أثناء تأدية عملها بإدخال المساعدات رد عليه الأخير "لا تلمني أنا، اذهب وألق اللوم على معارضتك".
كيري: أفكار بناءة ... من الروس!
وكان كيري قال يوم أمس الجمعة في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكولومبي إنه يناقش الروس في صيغ لإيصال المساعدات إلى المحاصرين وللوصول إلى وقف إطلاق النار" وقد قدم الروس بعض الأفكار البناءة حول كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار".
وأضاف كيري للصحفيين بأنه يعرف أن الروس يستخدمون الصواريخ "الغبية" غير الموجهة والتي تقتل بشكل عشوائي وأنهم يقصفون المدن والأحياء السكنية والمشافي وأضاف " في بعض الحالات بعد أن تحدث عملية القصف، وعندما يهرع عمال الإنقاذ الى الموقع لمحاولة انتشال الجرحى، تعود القاصفات وتقتل الناس الذين يقومون بانتشال المصابين".
وسيلتقي كيري وبقية ممثلي ما يعرف بـ "المجموعة الدولية للدعم" في مدينة ميونيخ الأسبوع المقبل.
تناقض
ويبدو كلام كيري في مؤتمره الصحفي وإسهابه في الشرح عن طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الروس في قصفه للمدن والقرى السورية متناقضاً مع ما يبديه من حماس للحملة الحالية التي يشنها الروس.
وبحسب عاملي إغاثة آخرين قاما بلوم كيري لأن بلاده لا تقوم بما يجب لحماية المدنيين السوريين فإن الأخير رد عليهم بالقول "إن المعارضة هي أساس المشكلة فهي لا تريد الذهاب للتفاوض ولا تريد إيقاف إطلاق النار"، وتابع كيري "ما لدي تريد مني فعله؟ هل تريد مني الذهاب إلى حرب مع روسيا؟ هل هذا ما تريده".
أوقف البراميل لأقدمك للعالم!
من جهة أخرى ينقل MEE عن أحد الوسطاء بين الإدارة الأمريكية والنظام السوري على مدى الستة أشهر الماضية أن كيري أرسل رسالة لبشار الأسد في تشرين الأأول الماضي مفادها أن ألولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مهتمة بإزاحته، وطالب كيري بشار بالتوقف عن إسقاط البراميل ليتمكن من تسويق ذلك بحيث يمكنه "تسويق القصة" للرأي العام، وبحسب الوسيط فإن رد النظام كان أنه سيتوقف عن رمي البراميل إذا توقف الدعم عن الثوار.
ويقول موقع MEE إنه حاول التواصل مع وزارة الخارجية الأمريكية قبل نشر التقرير عما قاله عمال الإغاثة ولكن الوزارة أحالتهم إلى تصريحات كيري التي أدلى بها يوم الجمعة.
وكان خالد خوجة كشف منذ أيام أن الدعم توقف عن الثوار منذ مؤتمر فيينا الماضي أي منذ شهر تشرين الأول 2015 حيث اعتبر أن "دي ميستورا" يعمل ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي.
كنت هناك وسمعت
من جهة أخرى قال الناشط في منظمات المجتمع المدني "أسعد العشي" في حسابه على الفيس بوك أنه التقى مع نشطاء مدنيين سوريين بكيري في لندن، وتابع العشي في منشوره أن كيري قال "الأسوأ من القصف الروسي لم يأتِ بعد وعلينا توقع ٣ أشهر من الجحيم" كما قال العشي في منشور آخر له "المزيد مما قاله كيري في اجتماع مع ناشطي المجتمع المدني السوريين في لندن قبل بضعة أيام، وانقل حرفياً: (سيتم اقتلاع المعارضة السورية خلال ثلاثة أشهر)."
يشحذون السكين للقاتل
تتوالى الدلائل والبراهين على حقيقة موقف "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكية وإدارته من سوريا ولامبالاتهما بكل ما يحدث وكما سارع أوباما في 2013 لتتشبث بيد بوتين التي قدمت له الحل/الفضيحة للرد على استخدام بشار الأسد للسلاح الكيماوي سارع كيري للمباركة لروسيا قصفها للمدن والقرى السورية، بعد أن قايض سوريا باتفاقية هزيلة مع إيران.
لم يعد للجملة الأثيرة على قلب جون كيري وباراك أوباما "على الأسد أن يرحل" أثراً عند أحد بعد أن تبين للجميع أي سياسة كارثية يتبعها أوباما ووزير خارجيته في تعاملهما الوحشي مع الانسان السوري واستهتارهما بحياته وما يحل في سوريا من تدمير وقتل يومي، وهم وإن جاهرو بعدائهم للقاتل فهم في حقيقة الأمر لم يكتفوا بتقديم السكين له بل يشحذونها أيضاً من حين لآخر.
المصدر أورينت نت – عمر الخطيب
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر