0
قوبلت مقالة نادر بكار بصحيفة الشروق - والتي هاجم فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والزعيم التركي "أردوغان" - باستياء شديد.
وقارن معلقون بين السماح لـ"نادر بكار" بالكتابة على صفحات الشروق، بينما يمنع وائل قنديل من الكتابة "وهو كاتب ليبرالي.
وهذا نص ما كتبه نادر بكار على صفحات الشروق:
حماسُ... أردوغان
لو أردت عزيزي القارئ أن تحذف النقاط الفواصل في عنوان هذه المقالة بين كلمتي «حماس» و«أردوغان» لتقرأها جملة واحدة فلك ذلك.. وساعتها ستصبح لفظة «حماس» واصفة للحالة المزاجية التي تعتري السيد أردوغان رئيس الوزراء التركي، كلما تحدث عن الشأن المصري في الآونة الأخيرة.
وإن شئت فاترك الفواصل على حالها لتظفر بلفظتين تخلوان من الدلالة أولاهما علم على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والثانية تشير إلى رئيس الوزراء التركي مجددًا.. تخلوان من الدلالة على إفرادهما لكن المشترك بينهما حيال قضيتنا المصرية كبير.
على القراءة الأولى.. أردت بعد تردد لم يدم طويلاً أن أتناول بشيء من التهذيب الاندفاع غير المحسوب للسيد أردوغان في تصريحاته المتتالية عن تطورات الوضع في مصر، وكل تصريح منها يحاول جاهدًا أن ينجح فيما أخفق فيه سابقه من قطع علاقات تاريخية إستراتيجية بين القاهرة وإسطنبول.
أكثر ما يميز الدول ثقيلة الوزن قوية التأثير عن غيرها من الدول الهامشية لاسيما في عصر كالذي نحيا هو تحرر رجال دولتها من هيمنة الانفعالات الشخصية التي تنتابهم للوهلة الأولى أمام أي حدث محلي أو عالمي، بحيث يهيمن عليهم بالمقام الأول الروح المؤسسية التي تحسب لكل خطوة بمنتهى الدقة مكاسبها وخسائرها من منظور المصلحة الوطنية.
فثمة فارق كبير بين رد فعل الشخص العادي ورد فعل الدولة، وعلى ذلك أجزم أن السيد أردوغان إنما يعبر في تصريحاته عن غضب شخصي له كل الحق أن يبديه وهو نائب مستقل بالبرلمان، أو إعلامي بقناة تليفزيونية خاصة أو كاتب رأي أو غير ذلك.. إنما أن يكرر على مسامع العالم وهو على رأس السلطة التنفيذية في بلاده ما يظهر عداء غير متحفظ للسلطة الحاكمة في مصر.. فمعذرة هذا يتنافى مع سلوك الدول الكبرى الذي نجح في وضع بلاده طيلة عشر سنين ضمن نطاقها.
وهنا أنتقل إلى القراءة الثانية، فعلى حين أظهرت حركة حماس في أغلب تصريحاتها المعلنة نأيًا بنفسها عن الشأن الداخلي المصري، أتت تحركات بعض المنتسبين إليها لتناقض الموقف المعلن وتستفز قطاعًا كبيرًا من المصريين صعب عليه أن يفسر المواقف المركبة في وقت حساس كهذا.. أتكلم هنا عن فيديو القسام بصورة محددة.
والعامل المشترك واضح هاهنا بين الاثنين، أعني بين حماس والسيد أردوغان، بل هو وثيق الصلة بالتركيبة الإخوانية نفسها التي تفتقد إلى تفهم الفارق الهائل بين روابط الجماعة عابرة الحدود التي لا يكترث لها إلا أبناء نفس الحركة، وبين قيادة دول تؤثر في العالم بأسره وليس فقط نطاقها الإقليمي.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top