0
أشاد محللون وكتّاب وسياسيون بصمود المقاومة الفلسطينية وانتصارها غير المسبوق على الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن ما جرى يعد "إنجازاً استراتيجياً لن يكون ما قبله كما بعده".

وشددوا على أن "ما تحقق أشبه بمعجزة في علم السياسة، وقد أفضى إلى تحول استراتيجي خلق الفلسطين الجديد والإسرائيلي الجديد وسيفرض واقعا سياسيا مختلفا".

فقد أشار الكاتب أحمد أبو الهيجاء من مدينة جنين إلى أن "حماس رفضت العودة للتهدئة وقالت المفاوضات تحت إطلاق النار ولم يعد الوفد للقاهرة.. وبتناغم يحدث للمرة الأولى تولى الرئيس محمود عباس المفاوضات تحت النار ومن تحت الطاولة حتى لا تحرج إسرائيل بأنها فاوضت تحت النار ونجح الاتفاق الذي يوصف إسرائيلياً بأنه صك استسلام للفلسطينيين".

وأضاف "جميع مطالب الشعب الفلسطيني لُبيت في هذا الاتفاق, حتى الميناء الذي وضع للمناورة في بداية الأمر تحول لحقيقة والمسألة مسألة وقت لا أكثر".

كما أن المعابر تفتح أوتوماتيكياً بما فيها معبر رفح بعد شهرين بعد تجهيز قوة حرس الرئاسة التي سترابط عليه.. فيما المعابر الإسرائيلية سيفتح اثنين منها مباشرة والثلاثة الباقية تحتاج لشهر لتجهيز بنيتها التحتية من أجل أن تفتح".

وفي تعليقه على عدم وجود ضامن للاتفاق، أوضح أبو الهيجاء قائلاً: "الضامن هي البندقية، كما أن الفلسطيني الجديد ولد .. فإن الإسرائيلي الجديد قد ولد أيضاً وقد تعلم درساً لن ينساه".

وختم بتأكيده أن "المقاومة كان لديها تحول نوعي في كل مواجهة عن سابقاتها.. والانتصار بات قاب قوسين أو أدنى".

دمنا ليس رخيصاً

من جهته, تساءل الكاتب سامر عنبتاوي من نابلس قائلاً : "هل يقاس حجم الخسائر بالنسبة للشعب المقاوم بما يقابله من خسائر العدو؟ ولو كانت القوة متساوية ومتكافئة فلماذا يسيطر طرف على الآخر!!. ويجيب "لا يا سادة إن دمنا ليس رخيصاً وأطفالنا ليسوا لقطاء وحقنا في الحياة والإعمار كحق باقي شعوب الأرض ولسنا عشاق موت وانتحار".

وتابع "استشهد في الضفة العشرات قبل الحرب وأثنائها وتمت المداهمات والاعتقالات بالمئات ولم تكن الصواريخ تطلق من الضفة، ومع ذلك فالهجمة العدوانية طالت الكل الفلسطيني بهدف التركيع وفرض منطق القوة والجبروت وانتزاع الاستسلام، وهذا لم يحصل فقد ازداد الشعب إيماناً بحقوقه وتمسكا بثوابته وبقيت الضفة أيضاً صامدة مقاومة تقاطع وترفض الاحتلال".

وأضاف "هناك حقيقة ثبتتها نتائج هذه الحرب الدموية مفادها أن أي حرب تعلن لن تكون نزهة للمحتل وأن معادلة الصراع تحكمها خسائر متبادلة وأن زمن السيطرة والاحتلال المباشر قد ولى، وأن الثمن الذي يدفعه الاحتلال في أي مغامرة مستقبلية سيكون عالياً وأصبح يحسب الحسابات قبل أي عدوان وأن قوة الردع لجيشه تراجعت لأدنى الحدود".

ورغم المآسي وحجم الدمار، فقد أثبتت وقائع الأمور تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية والالتفاف حول المقاومة.. في مقابل تهتك الجبهة الداخلية لدى المحتل وتضارب المواقف العسكرية والسياسية وهبوط الحالة المعنوية لدى الناس والإحساس بالرعب وعدم الأمان، وتحميل جزء كبير من المسؤولية للقيادة السياسية والعسكرية".

وختم بقوله "لمن لا يزال لديه شك أن الحالة الفلسطينية الآن وبعد هذا العدوان هي أفضل بكثير مما كانت عليه.. فهناك الإحساس بالعزة والكرامة والثقة بالنفس والإيمان بالقدرات... وهناك تمسك أكثر بالثوابت وتوجه أكبر نحو توحيد المواقف لانجاز برنامج سياسي موحد.. وقدرة أكبر على إيصال الرسالة للعالم بشكل موحد".
هل انتصرت المقاومة

وتحت شعار "هل انتصرت المقاومة!!"، كتبت الناشطة والأسيرة المحررة ميسر عطياني قائلةً "أجل انتصرت برغم ما يؤلم قلوبنا من فقدان الشهداء والدمار.. انتصرت المقاومة فما فعلته بسلاح فلسطيني بمعركة داخل الوطن.. انتصرت بإجبار العدو والمغتصبين على مغادرة ما سمي "غلاف غزة"..

وتابعت "انتصرت المقاومة حين وصلت صواريخ إلى العمق الفلسطيني بالأراضي المحتلة عام 48 .. انتصرت بخلق حالة الرعب لدى كيان العدو.. انتصرت المقاومة بمعركة تأسيسية لمعركة الوطن القادمة".

وأضافت "انتصرت المقاومة بفرض وحدة غرفة العمليات المشتركة للعمل العسكري الموحد.. انتصرت المقاومة بالتفاف الشعب والجماهير حولها.. بفرض شروطها وإجبار كيان العدو على الجلوس على طاولة المفاوضات بما يليق بالمقاومة وعدم المساس بسلاحها واعتباره خط أحمر لا يمكن التطرق لها.. انتصرت المقاومة حين تعطي للعالم المتآمر مع الصهاينة والزعماء العرب درس الصمود".
سيدفعون الثمن

أما وزير العمل السابق محمد البرغوثي، فكتب قائلاً "إن المقاومة استطاعت وبشكل كبير توحيد الشعب الفلسطيني حولها بينما فشل غيرها في توحيد هذا الشعب، وأثبتت هذه الحرب أن الفلسطيني يمكنه الانتصار كما يمكن للإسرائيلي الانكسار ورسمت في ذهنية الفلسطيني والعربي أن هذه القوة الإسرائيلية وآلته المتوحشة وجنوده ما هم إلا وهم كبير يمكن زعزعته".

وأوضح الوزير السابق من رام الله أن الحرب قلبت الصورة من حيث أطماع قادة الكيان السياسية، فبعد أن كان الاعتداء على غزة وتصعيد الحرب معها ممراً سهلاً لحصد الأصوات الانتخابية أصبحت الصورة الآن هي من أراد المقامرة بمستقبله السياسي وتدهور شعبيته وإن كانت تناطح السحاب فغزة وحدها كفيلة بشطب مستقبله السياسي.. ومن لا يصدق ذلك فلينتظر ما الذي سيحصل لمستقبل نتنياهو وجوقته في الأيام القريبة القادمة.

وختم بقوله "لا تتعجلوا الحكم على الأمور فإن صدقت التوقعات بأن لدى المقاومة أوراق ضغط سيكشف عنها قريباً سيتغير مسار الحديث والنقاش حول الميناء والأسرى والمطار .. فلم تؤجل المقاومة الحديث عن ذلك وهي تعلم أن المؤجل لدى الاحتلال ملغي، إلا ولديها ما لا يمكن للاحتلال إلغاءه، لأن ثمة بضاعة ثمينة للاحتلال لدى المقاومة ولا بد لذلك من ثمن!!.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top