0
قال "جيكي حوجي" المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية إنَّ عبد الفتاح السيسي رجل وطني ويخوض رهانات عالية المخاطر . وليست هناك عبارة أكثر ملائمة لوصف رحلة فتوحاته إلى قمة الحكم، مشيرًا إلى أنه إذا فشل فسوف "يدفع السيسي ثمن ذلك سيرته الشخصية وربما حياته. وإذا نجح فسوف ينقذ عشرات الملايين من المصريين".

وأكد "حوجي" في مقال مثير نشره موقع "جلوبس" أنَّ السيسي ظهر بالضبط في لحظة احتاجت فيه أكبر دولة عربية لقائد ذي مكانة، وتشهد على مهارته سلسلة الخطوات التي قام بها في طريقه للحكم.

عزيمة ودهاء

وأضاف: "نجاحه حتى هذه اللحظة والتأييد الشعبي الذي يحظى به تدل على عزيمة ودهاء ولكن أيضا على ضعف عام في منظومة الحكم، كما تكشف إلى أي مدي يتعطش الشعب المصري للاستقرار".

إقصاء طنطاوي

المحلل الإسرائيلي تتبع مراحل بزوع نجم السيسي قائلاً: "كان السيسي ذو الـ 58 عامًا هو الأصغر في أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة عندما أقدم على الخطوة الدراماتيكية الأولى. فجنبا إلى جنب مع عدد من الأصدقاء أبناء جيله، أزاح الضابط المجهول من الطريق وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي".

ولفت إلى أن طنطاوي الذي كان آنذاك الحاكم الفعلي لمصر بدا منهكًا وواهنًا بفعل عامين عاصفين في الحكم، منذ الإطاحة بالرئيس مبارك، حيث تمنى بداخله الخروج على المعاش، لكن في نهاية الأمر كان هؤلاء الضباط الشباب من مهدوا له الطريق إلى هناك.

الإطاحة الثانية

"الانقلاب الهادئ الذي حدث في أغسطس 2012 تم تنفيذه في ظل رئيس جديد في قصر الاتحادية. لمن يكن للرئيس محمد مرسي رجل الإخوان المسلمين أي دخل بالعملية، على الرغم من أن الضباط طلبوا منه الإعلان عن مسؤوليته. لم يكن يعلم أحد أن الحديث يدور عن جولة تعيينات جديدة ولدت من داخل النخبة العسكرية. بعد أقل من عام بعد ذلك، وبينما هو وزير للدفاع، نفذ السيسي إطاحته الثانية، وأرسل مرسي نفسه إلى البيت. اندلعت حرب عالمية بين من يمثلون: المؤسسة العسكرية من جانب، والدينية من الجانب الآخر".

"حوجي" واصل الإعراب عن إعجابه بالسيسي الذي استعان كما يقول بأصدقائه في تل أبيب قائلاً: "الإطاحة بمرسي مثلت بالإضافة إلى عزل رئيس جديد عن القصر، إبعاد الإخوان عن موقع الحكم الذي حلموا به منذ تأسيس الجماعة عام 1928 ، كانت هذه بمثابة إعلان حرب من الزعيم الشاب على مؤسسة كاملة، سرعان ما انضمت إليها الفصائل المتطرفة بسيناء، وحركة حماس ودولة قطر الداعمة لها".

السيسي وتل أبيب

"أدرك السيسي أنه بصدد الدخول في صراع دام، لكنه أدرك أن الخيار الثاني- ترك الحكم في يد من ليس كفؤًا له- من شأنه أن يدمر الوطن. لم يتردد في أن يأمر جيشه بالتعامل بقسوة. وعندما هدده الرئيس الأمريكي بارك أوباما بتجميد المساعدات العسكرية، بل ونفذ تهديده- غازل السيسي موسكو، وفي المقابل استعان بأصدقائه في تل أبيب كي يوضح للبيت الأبيض أنه ليس هناك سبيل آخر لتحقيق استقرار بالقاهرة. تكللت الجهود، وفي غضون بضعة شهور فهمت أمريكا أنه ليس هناك خيار آخر سوى تأييد معسكر واحد على خصمه".

السعودية ودفتر الشيكات

"دفعت مصر ثمنًا فادحًا للتجربة التي قامت بها في يناير 2011 عندما خرجت النخبة الحاكمة، والمعارضة والجماهير جنبًا إلى جنب للإطاحة بزعيمهم الفاسد. آلاف دفعوا حياتهم، انهار الاقتصاد، وتزعزع الأمن الشخصي، وهرب السياح، وأوقف المستثمرون من الخارج والداخل نشاطهم، وتهدر المال العام على مكافحة المظاهرات وتأمين المؤسسات الحكومية. في هذه الأثناء اكشتفت مصر صديقتها الحقيقية السعودية، مع دفتر شيكات مفتوح وعناق إنقاذ.للسعودية دور رئيس في نجاح الضابط الموهوب من القاهرة حتى اللحظة".

عودة لمبارك

"تواصل مصر عبد الفتاح السيسي إلى حد كبير، على الأقل حتى تستقر، تبني قيم وتصورات أورثها لها مبارك. نظام أحادي الحزب، مع منظومة قضائية مخلصة، وأجهزة أمن قوية. الرئيس الجديد أوضح ذلك بكلمات بسيطة، وقال إنه ليس هناك مكان في هذه المرحلة للتعددية والتعدد الحزبي، رغم أن هذه المرحلة ستأتي".

لا تظلموا الرجل!

وختم " جيكي حوجي" مقاله قائلاً": سيكون من الخطأ الحكم على السيسي انطلاقًا من عامه الأول فقط. خلال هذه العام عمل على تحقيق الاستقرار في المملكة، وحقق نجاحًا نسبيًا. فالإرهاب الذي يستهدف مواقع حكومية بسيناء قد تراجع بشكل ملحوظ ، وقلت التفجيرات الصعبة في المدن الكبرى. لكن كل هذه كانت وسائل. فالهدف هو إنقاذ الوطن من انهيار اقتصادي، لا يزال شاخصًا أمامه".

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top