0
الثورة لو تناولتها من المفهوم الخلدوني وهي المفهوم الدال على تشبيه الدول والإمبراطوريات بالدورة الإنسانية من ضعف إلى قوة ثم إلى صعف مرة اخرى فإننا ولو يسامحني علماء الإجتماع لكسري لهذه القاعدة المتواترة في هذا العلم أضيف لهذه التركيبة معنى آخر أو بعد سيكولوجي وهو هواجس النفس البشرية من قلق إلى توجس إلى حيطة وحذر وما يحدث هذه الايام من الخروج الأعظم الذي نراه لقيادات المرحلة الأسبق والتي من المفترض أنها تسببت في تأخر عجلة التاريخ المصري إلى الوراء وأشعلت نفوس المصريين بالغضب وعلى الجانب الآخر فالوضع مختلف تماما إعدامات لا نهائية وتهم غير منطقية وتدمير وإجتثاث وحتى حل للكيان السياسي "الحرية والعدالة " الذي كان من الواجب على الإخوان أن يكتفوا بممارسة السياسة فيه وإنهاء لمفهوم الكيان الموازي وهو مكتب الأرشاد والذي تسبب في لغط شديد وبرز أكثر هذا حين وجدت مؤسسة الرئاسة بجانبه حينما كان الرئيس مرسي في الحكم وكان يجب حل هذا الموضوع ولكن الذي حدث حدث، ها نحن نرى هذا الذراع السياسي للإخوان المسلمين وهي أكبر قوة معارضة للنظام الحالي يحل بمنتهى السرعة لماذا ؟ لا أعلم ؟ وحله في نظري هو نهاية لفكرة المصالحة وليس بداية لها أبدا ، دائما اقول ان الجنرال ذكي جدا ولكن تعلمت وقرأت في كتب الأساطير أن الأذكياء يتدخل القدر دائما ليثبت لهم ولنا قبلهم أن لهذا الكون تدبير يختلف عن تدابير البشر القاصرة ، هذا الخروج للقيادات ايضا أعتقد أنه سيؤثر على شعبيته التي ما زالت في البداية و بالتأكيد هو الآن يراهم عبء له وليس كما يظن الناس لأنه تعهد أمامنا أنه لا عودة للوراء وان هؤلاء صفحة ومضت من تاريخ مصر وإذا بنا نرى ما يحدث الآن بالتأكيد سينمو التوجس وسيصيب جميع المصريين الذين مع 30 يونيو أو الذين ضده ، هاجس سيكبر مع تعاقب الليل والنهار ككرة الثلج حتى تصبح حقيقة لا يجد المصريون أمامها سوى الإعتراف بها كسياسة الأمر الواقع التي ينتهجها الكيان الصهيوني الإسرائيلي في تعامله مع العرب، أمام مصر الآن طريق لا بديل عنه إذا أرادت الخروج من هذا النفق المظلم وهي أشبه بصيحات الإنذار الأخيرة، إما إعلان مصالحة وطنية شاملة لكل الأطراف بلا محاباة وفتح صفحة جديدة نقية كذاكرة الطفل الصغير وإما الهاجس سيتحول إلى فعل ثوري ضارب وساحق للجميع ولن يسلم منه أحد حتى أصحاب الهواجس الصادقة.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top