0
متابعة لملف أسرى المسلمين في سجون الإلحاد الروسي وأعوانه وأذنابه,نواصل المسير على أراضي دول آسيا الوسطى حيث تأخذنا أقدامنا إلى أوزبكستان البلد- التي أنجبت الكثير من علماء المسلمين الأفذاذ, والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 26 مليوناً، 90% منهم مسلمون. وأرضها من أخصب الأَرَاضي وأغناها بالثروات الطبيعية. وفيها مصنع طائرات كان أضخم مصنع في الاتحاد السوفياتي. وقد استقلّت سنة 1992م حين تفكك الاتحاد السوفياتي، ولكنها بقيت مرتبطة عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً بروسيا من خلال «رابطة الدول المستقلة» التي أُنشِئت لتعوّض عن الاتحاد السوفياتي البائد- لنرى ما آل إليه حال إخوتنا المسلمين هناك على يد الطواغيت في تلك البلدة التي أظلها الإسلام منذ بزوغ فجره.
 
اليوم هناك هجوم مستمر و شرس على الإسلام والمسلمين في أوزبكستان, وقد اعتقل في أوزبكسنان عشرات الآلاف من المسلمين بمختلف التهم الملفقة و تعرض آلاف الأشخاص منهم لصنوف التعذيب الشنيعة,بل و أُعدم كثير منهم دون محاكمة،ولم تسلم نساء المسلمين من هذا الاضطهاد,فقد هُدِّدت النساء المسلمات بالاغتصاب الجماعي.
 
هذا و قد أخبر المسلمون في السجون بأنهم تعرضوا للضرب الهمجي الدائم والاغتصاب المنتظم وإدخال المصنوعات المعدنية في الدبر والاحتجاز في الغرف الضيقة المظلمة للعقاب والحقن بإبر فيها فيروسات الإيدز، وذلك كله لقاء إقامتهم الصلاة وتركهم الاعتذار إلى ذلك الرئيس الطاغية عبد الروس الملاحدة المدعو "كريموف".
 
وقد بلغ عدد السجناء المسلمين في سجون الحكومة الأوزبكية أكثر من ثلاثين ألف مسلم ومسلمة– حسب إحصائيات عدد من جمعيات حقوق الإنسان-. وقد استشهد المئات من الشباب وعدد من النساء المسلمات في هذه السجون الوحشية التي تمارس فيها التعذيبات الهمجية، وقد نشرت بعض جمعيات حقوق الإنسان المستقلة صوراً عديدة للضحايا المسلمين الذين قتلوا تحت التعذيب الوحشي وكلهم لم يعتقلوا ولم يحاربوا إلا من أجل إيمانهم بربهم وتمسكهم بدينهم..
لقد أغاظ هذا الأمر الطاغية كاريموف، رئيس جمهورية أوزبيكستان. فبعد أن صحا من سكرته عمد إلى استخدام برنامج من التعذيب والقتل والوحشية والإذلال، ليس له مثيل.
 
ومنذ ذلك الحين فإن عشرات الآلاف من المسلمين الأوزبيك (من بينهم فوق ثمانية آلاف من حزب التحرير وحده) قد جرى اعتقالهم بشكل غير قانونيّ، وعُذِّب الآلاف وقُتِل العشرات دون محاكمة. وجرى تهديد أخواتنا المسلمات في أوزبيكستان من قبل عصابات الاغتصاب أثناء التحقيق معهن، بل إنّ كثيراً منهنّ جرى إذلالهن أمام أزواجهنّ وابنائهنّ لانتزاع اعترافات منهنّ. وقد أخبر المسلمون الموجودون في السجون أنهم أُخضِعوا بشكل مستمر لضربٍ وحشيٍّ وأعمال إجرامية شائنة وعزلٍ انفرادي في زنازن تحت الأرض في ظروفٍ لا يطيقها البشر، إضافة الى حقنهم بدمٍ ملوثٍ بمرض الإيدز بسسب التزامهم بأداء الصلاة ورفضهم طلب العفو من الرئيس كاريموف.
 
ولقد تفنن كريموف ونظامه في تعذيب المسلمين وتقتيلهم وقد صدر عن بعض أهالي المعتقلين من حزب التحرير التالي بخصوص ما لاقاه أبنائهم,و
فيما يلي لائحة غير كاملة لبعض انواع التعذيب التي تمارَس ضد أعضاء حزب التحرير في سجون نافوي وقرشي وزرفشان في جمهورية أوزبكستان:
•      يُعزَل أعضاء حزب التحرير عن بقية السجناء.
 
•      يعمل السجناء لمدة ساعتين في اليوم ، بينما يُجبَر أعضاء الحزب على العمل طوال ساعات الدوام في وظائف مهينة كغسل المراحيض وأمثاله. وإذا رفضوا ذلك أو اعترضوا فإنهم يُضرَبون ضرباً مبرحاً بعصيِّ من الراتنج ويُحجزون في بيوت المراحيض.
 
•      يُمنعون منعاً باتاًّ من أداء الصلاة أو أي فروض دينية. وإذا رُؤي أحدهم يصلي فإنه يُضرب ويُعذّب بوحشية ، ثم يُجبر على كتابة رسالة يقر فيها بأنه خرق قوانين السجن أو يُجبر على مزيد من العمل ، وبعد ذلك تقوم سلطات السجن بملء ملف العقوبات الخاصة به وتضيف مزيداً من التهم عليه. وعلاوةً على ذلك تجبر السلطات أعضاء الحزب على كتابة رسائل إلى المدعي العام تذكر عدم سوء معاملتهم وأنه يُسمح لهم بالصلاة وأن لا اعتراض لديهم على أحكام السجن الصادرة ضدهم وأنهم يعيشون في السحن حياة مريحة.
 
•      يُترك أعضاء حزب التحرير في متناول يد المجرمين المعروفين ليصنعوا بهم ما يريدون. ويوضع أعضاء الحزب وسط سجناء منبوذين كاللوطيين وأمثالهم . وقد سُجّلت حادثة اغتصاب عضو من الحزب من قِبل حرس السجن ثم أُخذ به إلى زملائه من الحزب وقيل له : أخبرهم بما صنعناه معك بسبب أدائك الصلاة. وهكذا قاموا بإذلاله وزملائه. وفي هذه الأيام تتكرر حالات الاغتصاب والتهديد به.
 
•      يعاني أعضاء حزب التحرير من نقص شديد في الطعام ويجري تجويعهم مراراً لفترات طويلة، حتى أن الطعام الذي يحضره أقاربهم لا يُعطى لهم.
 
•      في سجون كثيرة يجري حجز المسلمين مع سجناء مصابين بمرض السلّ والتهاب الكبد، بل يُعطَون في رؤوسهم حقنات من محلول غير معروف ودون ذكر سبب واضح لذلك .
 
•      في أبريل عام 2001 م كان قد أُعدّ لزيارة لجنة دولية من الصليب الأحمر ICRCلسجن رقم 49/64 في نافوي NAVOI .وبما أن خبر هذه الزيارة أصبح معروفا فقد جمع مدير السجن كل السجناء الذين أُدينوا بموجب المادة 159 من قانون الجزاء في أوزبكستان ووعدهم بقسط كبير من الانفراج والتخفيف وسمح لهم بالصلاة ووزع عليهم سجادات للصلاة، إلا انه أمرهم أن لا يتكلموا أمام الصليب الأحمر وحذرهم بواسطة حرس السجن بأن الموت مصير كل من يقدم شكوى. وفي نفس الوقت نُقل كثير من السجناء إلى سجون أخرى ، فقد كان يُوجَد في السجن 4700 سجيناً مع أنه مُعَدّ من أجل 1500 سجيناً ، وجرى معالجة الأمر على عجل. فالذين كانوا على الأغلب لا يخشون من قول الحقيقة قد نُقلوا إلى سجون أخرى ومنه حفيظ الله نصروف . وعندما وصل ممثلو الصليب الأحمر فإنه حتى المجرمون الذين أُدينوا بموجب موادّ أخرى عملوا كل ما في وسعهم حتى يتحاشَوا مقابلتهم مما كان مفاجأة لهم. وبعد 10 أيام من الزيارة جمع مدير السجن مرة أخرى السجناء الذين أُدينوا بموجب المادّة 159 وأخبرهم بأن لا يُفتنوا بالحرية التي لاقَوها ، وقام بإذلالهم والإساءة اليهم ، ووعدهم بمعاملة أكثر سوءاً وهذا بالفعل ما صنعه بعد ذلك.
 
ولقد أصبح حقيقة واقعة أنه عند وصول لجان التفتيش إالى السجن تتوقف سوء المعاملة ، ولكن بعد مغادرة اللجان تعود سوء المعاملة وبقسوة مضاعَفة. هذا هو الوضع في كل سجون أوزبكستان.
 
والحملة ضد المسلمين المستقلين تستمر بفضل من الإدارة الأمريكية وبصمت من الحكومات الأوروبية، وفي العام الماضي (فقط) حصلت أوزبكستان من أمريكا على 500 مليون دولار مساعدةً، وأما في اليوم الرابع عشر من أيار/ مايو فتقدمت الإدارة الأمريكية بتقرير أكدت فيه على أن أوزبكستان تحقق "تقدما ملموسا ومتتابعا" في القيام بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية. وريثما طواغيت الحكومات الغربية والأمريكية يكرمون الطاغية "كريموف" على إخلاصه ووفائه في "حربهم ضد الإرهاب الذي يزعمونه" تبقى عشرات الآلاف من المسلمين في أقبية سجون أوزبكستان معذَّبةً ورازحةً تحت نير وظلم الإلحاد و الكفر وأعوانهما.
 
إلى هنا نتوقف ونكتفي بهذا القدر من هذا الملف الدامي الشائك ونأمل أن نكون قد أسهمنا بتوضيح ولو طفيف لصورة ما يعانيه إخواننا المسلمين في سجون الإلحاد آملين أن تتحرك الحكومات الإسلامية بإيجابية وتخرج عن صمتها المعهود لنصرة هؤلاء الأحبة الذين لا ذنب و لا جريرة اقترفوها إلا أن قالوا كلمة التوحيد وأرادوا العمل بها,إلى اللقاء في قضية أخرى من قضايا المسلمين إن أحيانا الله.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top