0
حذر "سيمحا جاكوبفيشى"، وهو صحفى ومخرج سينمائى إسرائيلى كندى، فى مقاله المنشور على صفحات تايمز أوف إسرائيل، والمعنون: "العد التنازلى لتدمير إسرائيل"، من أن الجولة الأخيرة للقتال بين حماس وإسرائيل ترجح أن ما قاله أحمد بركات، العضو البارز فى حزب الله، بُعيد انتهاء المعركة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلى، من أن "العد التنازلى لزوال الكيان الصهيونى (إسرائيل) فى المنطقة قد بدأ"، هو صحيح، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو من كان على خطأ بإعلانه النصر فى هذه الجولة من القتال.
ويقول جاكوبفيشى: "إذا كنا نتكلم عن الهيئات والمنازل التى دمرت، فقد فازت إسرائيل فى الجولة. ولكن إذا نظرنا إلى الوضع الاستراتيجى العام، فإن ما سنراه هو تدهور مطرد فى موقف إسرائيل، عسكريًّا ودبلوماسيًّا". وأضاف: "بعد الانتفاضة الأخيرة، أدرك أعداء إسرائيل أن التفجيرات الانتحارية وحدها لا تستطيع تحقيق الهدف المنشود، وهو تدمير الدولة اليهودية.
ولذلك شرعوا فى تنفيذ استراتيجية ذات ثلاث شُعب، وتنطوى على الحفاظ على مستوى منخفض من الصراع المباشر، تطوير وإنتاج أسلحة الدمار الشامل، وأخيرًا شنّ الحرب التى لا هوادة فيها على وسائل الإعلام بهدف عزل إسرائيل، وخلق المناخ الدولى اللازم من أجل القضاء عليها.
وأكد الكاتب: "لقد نجح أعداء إسرائيل على جميع الجبهات الثلاث هذه".
وفيما يتعلق بالبند الأول من استراتيجية أعداء إسرائيل، وهو الحفاظ على مستوى منخفض من الصراع، فيقول الكاتب: "مؤخرًا، وفى أسبوع واحد فقط، تعرّضت إسرائيل لهجمات حماس من غزة، حزب الله من لبنان، وكذلك من مدينة القنيطرة فى سوريا، وعلى الحدود مع إسرائيل، قد سقطت بيد القوات التابعة لتنظيم القاعدة. ولو لم يكن الجيش المصرى قد قام بالاستيلاء على الحكم فى مصر، لكانت إسرائيل تواجه الآن أيضًا تنظيم القاعدة فى سيناء والإخوان المسلمين فى مصر". والخناق يضيقُ. وأضاف: "اقتصاديًّا، قد تكلف بضعة أنفاق منخفضة التكلفة نسبيًّا على الحدود مع غزة، وبضعة آلاف من الصواريخ وقذائف الهاون الرخيصة أيضًا، إسرائيل المليارات من الدولارات لبضعة أيام، وتم إغلاق مطار "ابن غوريون"، وكانت إسرائيل فى عزلة كاملة تقريبًا".
والحرب الإعلامية قد شكلت عاملًا مهمًّا فى هزيمة إسرائيل الأخيرة، وستكون أهم فى زوال إسرائيل المتوقع الآن، وفقًا للكاتب، حيث ادعى فى مقاله: "القوات التى اصطفت ضد إسرائيل قد أنفقت مليارات الدولارات فى حرب إعلامية لاهوادة فيها لنزع الشرعية عنها، وعزل الدولة اليهودية. نجاحهم كان يفوق أقصى طموحاتهم. واليوم، تعد إسرائيل دولة
أمر واقع منبوذة فى العالم".
وأضاف الكاتب: "حتى خلال أسوأ أيام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، لا أحد دعا إلى تدمير جنوب أفريقيا. ما كانوا يدعون إليه هو تغيير النظام، وليس إبادة الدولة. مع إسرائيل، الأمر مختلف. فى الجامعات فى جميع أنحاء العالم، يدعو الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تدريجيًّا، وعلنًا، اليوم، للقضاء على الدولة اليهودية".
وأكد الكاتب أيضًا على أن المدافعين عن إسرائيل عالميًّا اليوم، يلجؤون لحجة واحدة لدعم موقفهم، وهى أنّ "لماذا تنتقد إسرائيل، وليس أنظمة الإبادة الجماعية كما هو الحال بالنسبة لبعض الأنظمة العربية؟". وعن هذا قال الكاتب: "بعبارة أخرى، فإن أفضل ما يستطيع أصدقاء إسرائيل فعله فى هذه اللحظة هو وضعها فى شراكة مع مرتكبى المجازر الجماعية".
وتصور وسائل الإعلام الدولية إسرائيل، وفقًا للكاتب، على أنها عدوة السلام، سبب اختلال الاستقرار الدولى، كيان عنصرى، ونظام استعمارى يستهدف الأطفال العرب على الهوية. وقال: "فى جميع أنحاء العالم، يقف المتظاهرون اليساريون واليمينيون جنبًا إلى جنب داعين إلى موت إسرائيل".
وبالنسبة لـ "أصدقاء إسرائيل"، فإن الأخبار ليست جيّدة، وفقًا للكاتب. معظم الكوكب هو ضدّ الدولة اليهودية، وبينما انقرضت المجتمعات اليهودية القديمة من اليمن إلى أفغانستان، ومن اليونان إلى بولندا، كانت المجتمعات المسلمة، والمعادية لإسرائيل تتوسع فى هذه البلدان أضعافًا مضاعفة.
هذا المزيج من العوامل السوسيولوجية يضمن، وفقًا للكاتب، أنه، وفى المستقبل القريب، سوف يكون من الصعب جدًّا على معظم المجتمع الدولى أن يعمل على إبقاء صلاته بإسرائيل. وقال الكاتب: "دول مثل كندا هى استثناء، ولكن فى الواقع يستمر دعم كندا لإسرائيل لسبب واحد، وهو استمرار قيادة هذا الرجل، ستيفن هاربر. عندما يذهب، سيذهب معه دعم كندا. وأما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن ما يسمى باللوبى اليهودى، أى السكان اليهود فى أمريكا، يتفكك اليوم أمام أعيننا. بالنسبة لمعظم يهود أمريكا، إسرائيل ليست أولوية".
وعن الدعم الأمريكى لإسرائيل، أضاف الكاتب: "إذا كنت تعتقد موقف الرئيس أوباما فاترًا تجاه إسرائيل، فسوف يأتى اليوم، وهو ليس ببعيد، الذى سوف يبدو لك فيه أوباما، وكأنه من اليمين الصهيونى المتطرف، مقارنةً بالأشخاص الذين سيجلسون فى البيت الأبيض من بعده".
وأنهى جاكوبفيشى مقاله بالقول: "هذا ليس خيالًا علميًّا، هذا علم. إذا كان العالم يراك كدولة إبادة جماعية، فإن قادته سوف يسعون إلى تدميرك. ما هو خيال العالم الذى يعيش فيه قادة إسرائيل. إنه عالم نتنياهو، حيث
معاداة السامية ليست عاملًا، حيث تحمى أمريكا ظهر إسرائيل، وحيث حماس هى الخاسر بالرغم من الاحتفالات الجماهيرية فى شوارع غزة. هذا هو العالم المبنى على نسج من الخيال". وأضاف: "هنا رسالتى إلى قادة إسرائيل ومؤيديها":
"لم يفت الأوان بعد. خوضوا الحرب الإعلامية، أو أننا سوف نذهب إلى الهزيمة فى وقت قريب".



إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top