0
عقب الانقلاب، استطاع عددٌ محدودٌ من قادة جماعة الإخوان، اللجوء إلى الملاذ الآمن بالدول الصديقة، حيث العاصمة القطرية، و إسطنبول، ولندن، وجنيف، وباتت اليوم قطر "الملعب الرئيسي" للإخوان، المغلق بأمر خليجي، حيث  طلبت الحكومة القطرية من بعض قيادات من جماعة الإخوان المسلمين مغادرة العاصمة (الدوحة)، خلال الأيام القادمة؛ في ضوء تنفيذ تفاهمات المصالحة بين قطر، ومجلس التعاون الخليجي.



وتضم قائمة المستبعدين، الأمين العام لجماعة الإخوان، محمود حسين والداعية وجدي غنيم، والدكتور جمال عبدالستار، وعمرو دراج، وحمزة زوبع، وعصام تليمة، وأشرف بدر الدين، وعددٌ من شباب الدعاة؛ وذلك في إطار مساعي الدوحة لتخفيف حدة التوتر مع دول الخليج، فيما منحت الدوحة تلك الشخصيات مهلةً لمغادرة أراضيها، متعهدةً ببذل جهود لتسهيل انتقالهم  لدول أخرى.



ويثير القرار تساؤلاتٍ كثيرة، لماذا لم يترنح الانقلاب العسكري، بقدر ما ترنح الراعي الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين في الشرق الأوسط "قطر"؟



وكان السياسيون الإخوان في الدوحة يقولون إنهم يقومون بمهمةٍ إيضاحية؛ لتوصيل رسائل معينة إلى العالم عن وجهة نظرهم في الأحداث الجارية في مصر، كما أنهم لا يعطون أي تفاصيل عن طبيعة اتصالهم مع النشطاء المعارضين والسياسيين، المنتمين لجماعة الإخوان، الذين لم يجر إلقاء القبض عليهم حتى الآن.



وقال  أشرف بدر الدين، أحد قياديي جماعة الإخوان، الذي استطاع الوصول إلى الدوحة، منتصف شهر سبتمبر الماضي، خلال تصريحاتٍ إعلاميةٍ مسبقًا: "لقد داهموا منزلي قبل مغادرتي البلاد نحو الساعة الثانية صباحًا لاعتقالي".



وقد حالفه الحظ، عندما استطاع الخروج من مصر، في وقتٍ يقبع فيه جميع زملائه خلف قضبان المعتقلات، وكان ضيفًا دوريًا على شاشة الجزيرة مباشر مصر.



بينما "حمزة زوبع"، أحد قياديي الإخوان، الذين سيغادروا قطر، والذي سبق وأعلن نفسه متحدثًا باسم حزب الحرية والعدالة، والتحالف الوطني على شاشة الجزيرة، ربما لن يجد قناةً مثل الجزيرة في بلدٍ آخرى.



يذكر أن بوادر تغيير الموقف مع الإخوان قد ظهر مبكرًا، حينما أعلنت قطر، استمرار دعمها لمصر في بداية الانقلاب، مهنئةً رئيس الفترة الانتقالية المعين، عدلي منصور، الذي حل مكان الرئيس محمد مرسي؛ إثر الانقلاب.



وبالنظر إلى المشهد الكلي الآن، فإن مجتمع القادة المنفيين، الغير منظم والمتنوع، من حيث الناحية الأيديولوجية، بدءً من الساسة الإسلاميين من الإخوان المسلمين، وحتى السلفيين المتشددين، والذي منهم وجدي غنيم، يقفان الآن في خندقٍ واحد، ألا وهو رحلة البحث عن ملاذٍ آخر، ربما يكون تركيا التي لا تخضع لضغوط خليجية مثل قطر.



وعلى القيادات الإسلامية، التي تم طردها بشكلٍ أنيق، أن تبحث عن منطقة تمركز أخرى في المنفى، بديلةً عن أبراج الدوحة المرتفعة، وأجنحة الفنادق مدفوعة الأجر من قبل شبكة "الجزيرة" الفضائية.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top