0

قام أحد  مقاتلي كتائب "عز الدين القسّام"، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، باستدعاء تفاصيل عملية نفذها مع مجموعة من رفاقه، وقُتل خلالها 41 جندياً إسرائيلياً في الأيام الأولى للحرب البريّة الإسرائيليّة على غزّة.

فقال "كانوا واحداً وأربعين جندياً من القوات الإسرائيلية الخاصة، دخلوا إلى المنزل حيث نصبنا كميناً لهم، شرقي حي الشجاعية، وبعد ساعة ونصف من تفتيش القوة للمكان واطمئنانها لعدم وجود أي من رجال المقاومة، بدأ الجنود يضعون أسلحتهم ويتناولون طعامهم، لنخرج عليهم خلال ثوان من كل مكان، بالقنابل اليدويّة والرشّاشات".

يروي صامد حبيب، وهو شقيق الشهيدين فريد وفادي حبيب، اللذين كانا من ضمن المجموعة المقاومة التي نفّذت العملية، على لسان الناجي الوحيد من المقاومين التفاصيل، لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "بدأت القصّة عندما ركض أحد أفراد مجموعة كتائب القسّام الكامنة داخل منزل شرقي الشجاعية مناديا رفاقه، بأن هناك قوّة إسرائيلية على وشك الوقوع بالفخ". ويضيف: "على الفور طلب قائد المجموعة المقاومة فريد حبيب من زملائه الاستعداد جيداً، والاختفاء وعدم إطلاق النار إلا بأمره، وبعد أن دخلت القوة الإسرائيلية إلى المنزل وفتّشته بشكل كامل، على مدار ساعة ونصف، واطمأنت إلى عدم وجود أي مقاومة في المكان، وضع الجنود الإسرائيليون أسلحتهم وأمتعتهم وبدأوا بتناول طعامهم بهدوء".

في هذه الأثناء، طلب قائد المجموعة فريد حبيب من المقاومين أن يستعدوا، وحين حانت ساعة الصفر، كما يروي شقيقه، "باغت المقاومون في لحظة واحدة الجنود بقنابلهم، وبعد عشر ثوان ألقى كل مقاوم قنبلة أخرى على الجنود الذين بدأوا يصرخون ويستغيثون، ليخرج عليهم المقاتلون بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة. وبعد نفاد ذخيرتهم، خرج المقاومون ليجدوا جثث الجنود تنزف دماً في أنحاء المنزل، ليسارعوا بعدها إلى طعن الأحياء منهم بالسكاكين". بعدها، طلب قائد المجموعة من رفاقه مغادرة المنزل وإبلاغ قيادة الكتائب بأنهم قتلوا 41 جندياً إسرائيلياً.

يشير صامد حبيبي، إلى أن شقيقه، قائد المجموعة، "بقي في المكان ورفض الانسحاب، لعلمه أنّ قوّة إسرائيلية أخرى ستأتي إلى الموقع لنقل القتلى، فيما انسحب بقية رفاقه إلى منزل آخر، داخل حي الشجاعية، بعد أن نفدت ذخيرتهم بالكامل إلا من بعض رصاصات". ويتابع: "تمركز مقاتلو كتائب القسّام داخل موقعهم، وطلب قائدهم الجديد فادي حبيب، من أحد رفاقه جلب أسطوانات غاز الطهي الموجودة في المنزل وتجهيزها للتفجير، إلى حين تقدم قوّة إسرائيلية أخرى لمكانهم".

بعد دقائق عدّة تقدمت قوة إسرائيلية خاصة، تضمّ نحو 22 جندياً، وفق المصدر ذاته، و"تسلّلت إلى المنزل الذي يختبئ فيه المقاومون وخلال ثوان، أمر فادي حبيب بفتح اسطوانات الغاز وإطلاق النار نحوها لتنفجر بشدة وتوقع الجنود ما بين قتيل وجريح. ونظراً لضيق المنزل الذي يتواجدون فيه وشدة الانفجار أصيب مقاتلو القسام، وبعد انسحابهم من المكان ووصولهم إلى منزل يبعد 200 متر، استهدفتهم الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة واستشهد اثنان منهم".

بعد دخول التهدئة بين الفصائل الفلسطينيّة وإسرائيل حيّز التنفيذ، تمكّنت عائلة حبيب من انتشال جثة ابنها فادي ورفيقه، لكنّها لم تعثر على جثمان فريد، الذي رجّح المقاوم الناجي الوحيد من العملية، أن تكون "دبابة إسرائيلية مجنزرة سارت عليه وفتّتت جسده الذي لم يبق منه سوى كفة يده".


إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top