0

لماذا يغرم شباب العالم – لا العرب فقط - بتنظيم داعش رغم جرائمه وعمليات التشويه الإعلامي المنظم التي تطاله وأخرها اتهامه بوضع قائمة بأسعار بيع النساء السبايا من "الإيزيديات والمسيحيات" تشمل الأطفال من سن عام واحد حتى 10 سنوات وتضع لهن سعرا هو الأعلى بين النساء وهو 200 ألف دينار؟

هل السبب هو "النكاية" والغضب من السياسيين البريطانيين، كما أظهر استطلاع نشرته جريدة "التايمز" البريطانية 30 أكتوبر الماضي تحت عنوان: One in seven young Britons has sympathy with Isis cause، وكشف أن شاب واحد علي الأقل من بين كل سبعة شباب ‏بالغين (اقل من 35 عاما) في بريطانيا "متعاطفون" مع داعش؟.
أم أنه بداعي زيادة عدد المسلمين في الدول الأوروبية التي جرت فيها الاستطلاعات خصوصا فرنسا وتأييدهم لداعش، بعدما كشف استطلاع عن الاتجاهات الأوروبية إزاء داعش أجراه مركز ICM لصالح وكالة الأنباء الروسية (روسيا سغودنيا)، أن 16% من الفرنسيين لديهم آراء إيجابية عن نتظيم داعش؟، بحسب تقرير نشرته "نيوزويك" أغسطس الماضي بعنوان: 16% of French Citizens Support ISIS, Poll Finds.
أم أن السبب هو القبضة الأمنيّة وتهمة "إرهابيّ" التي تلاحق كل من يعارض النظام في مصر والدول العربية وتدفع قطاعات واسعة من الشباب المصريّ للإيمان بتنظيم داعش، كما تقول صحيفة المونيتور الأمريكية في تقريرها الأخير الذي نشرته بعنوان: Egypt's youth turn to Islamic State في 4 نوفمبر الجاري؟.
"كنت أؤمن بشعار "سلميّتنا أقوى من الرصاص"، لكن عندما وجّه الرصاص لنا وأصبحت تهمة الإرهاب لا تفارقنا، لم أعد أؤمن إلاّ بالقوّة للحفاظ على ما تبقّى لي من معتقدات وحلم الدولة الإسلاميّة".. هكذا لخّص أحد الشباب، المنتمي سابقاً إلى جماعة الإخوان المسلمين في حديثه مع "المونيتور" سبب إيمانه وتأييده لنموذج "داعش"، في التقرير الذي نشرته الصحيفة بعنوان: "تحول الشباب المصري لتأييد تنظيم الدولة الإسلامية"، وبالطبع رفض ذكر اسمه خشية المضايقة الأمنيّة.
قد تكون الاستطلاعات التي جرت بين الشباب في الدول الأوروبية حول نسب تأييد داعش مبالغا فيها، كما أن تحليل هذه النتائج في النهاية يظهر أنهم لا يؤيدون التنظيم فعاليا، ولكنها في المحصلة النهائية كشفت أن السبب هو "الغضب" و"النقمة" و"الحنق" علي السياسيين، وفسادهم وعدم تحقيقهم ما يصبو إليه الشباب.
ومع هذا فهي بين الشباب المصري والعربي، بحسب ما ذكره الشباب أنفسهم، لها نفس الأسباب، أي "الغضب"، ولكنه الغضب من الظلم والرغبة في التصدي للقوة بالقوة طالما أن التهمة (الإرهاب) ثابتة بلا تحقيق قضائي عادل، والقتل علي الهوية (الإسلامية) مستمر.
فالشاب الذي التقته "المونيتور" في زيارة غير رسميّة لأحد السجون المصريّة بعد عام ونصف عام من اعتقاله في أحداث رابعة العدويّة في 14 أغسطس الماضي من دون تقديمه إلى المحاكمة حتّى الآن، تحدث عن سبب إيمانه بفكر تنظيم الدولة الإسلاميّة "داعش"، قال بوضوح: "الظلم وسجني هنا بحجّة أنّي إرهابيّ من دون أن أرتكب شيئاً، هو السبب الأقوى ليأسي ممّا يردّده البعض عن الإيمان بالسلميّة".
ولهذا يرى أن نهجه ووسيلته لاسترجاع حقوق مجموعات واسعة من التيّارات الدينيّة التي تعقّبتها أجهزة الأمن المصريّة منذ الانقلاب على الرّئيس محمّد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في 3 يوليو من العام الماضي، هي حمل السلاح لأنه :"سواء حملنا السلاح أو لم نحمله، فقد أصبحنا في نظر الدولة وقطاعات عريضة من المصريّين إرهابيّين، ويرون أن لهم الحقّ في قتلنا وسجننا واغتصاب بناتنا وأخواتنا، ونحن هنا في السجون مكتوفو الأيدي".
عدوى داعش
الشاب البالغ من العمر 27 ربيعاً قال إنّ "عدوى داعش"، وهي المسمّى الذي وصف به الشاب اتّجاه مجموعات واسعة من أصدقائه ومعارفه داخل السجن وخارجه لتأييد فكر داعش ومبادئه في التّعامل مع التطوّرات السياسيّة على الساحة المصريّة، يرون فيها الخلاص من التّضييقات والقبضة الأمنيّة.
وقال: "ننتظر الأخبار التي ترد لنا عن الضربات القويّة وتقدّم قوّات داعش وسيطرتها الآن في معارك العراق، وامتلاكها لأسلحة متطوّرة من خلال حكايات ينقلها إلينا بعض الأصدقاء خلال الزيارات أو من بعض الهواتف النقّالة التي نتمكّن من تهريبها إلى داخل السجون".
أسباب صناعة التطرف
وقد حاولت "المونيتور" تقصي أراء خبراء ومحللين لأسباب ظاهرة صناعة التطرف وتأييد داعش بين الشباب، ولاحظت اعتبار المحلّلين أن "أغلب الشباب ذي الخلفيّة الإسلاميّة المؤيّدين والمنبهرين بنموذج داعش، وخصوصاً المعتقلين منهم الآن مجرد "ألتراس لداعش"،أي مشجعين فقط وسيكتفون بالتأييد للفكرة من دون تطبيقها في مصر.
ورغم هذا أصرت محررة "المونيتور" علي أن هناك شباب ينتوون بالفعل القيام بعمليات عنف، ونقلت عن الشباب الذي برر لها نيته استخدام العنف مستقبلا، تلميحه أن مجموعات بدأت تتكوّن بالفعل من داخل الزنازين وبدأت باتّصالات خارجيّة، وقال: "سنقتنص أيّ فرصة لتطبيق ما نؤمن به".
وتحدّث شاب آخر، وهو في العقد الثلاثين ومنتمٍ إلى جماعة سلفيّة في محافظة الشرقية، إلى "المونيتور"، بعد أن قارب على تحديد موعد للسفر إلى سوريا واستخراج فيزا للسفر عبر الأراضي التركيّة بعد محاولات استمرّت ستّة أشهر، فأشار إلى أنّ تخطيطه للسفر والانضمام إلى داعش عبر وسطاء يتبعون جماعته السلفيّة في مصر، سيكون محاولة لنقل رسالتها إلى مصر بعد ذلك.
وقال الشاب، الذي تحدّث بحذر شديد عبر وسيلة التّواصل الإجتماعيّ "فيسبوك"، بعد توسّط من أحد أصدقائه، أنه مؤمن بتنظيم داعش لكونه الأقوى من وجهة نظره، وقال: "إنّ الأمّة الإسلاميّة الآن مكسورة، وهم ما يرفعون رأس الأمة ولا يخشون في الله لومة لائم ويرهبون عدو الله".
وأضاف: "إن كان السفر الآن إلى سوريا أصعب لكنّه ليس مستحيلاً، فالكثيرون منّا لو لم يستطيعوا الذهاب إلى "الإخوة" في سوريا أو العراق فسيشكّلون نواة لتنظيم الدولة الإسلاميّة في مصر".
ورغم وجود العديد من المؤشّرات عن تأييد قطاعات ومجموعات واسعة من شباب التيّارات الإسلاميّة، خصوصاً المجموعات السلفيّة الجهاديّة المعارضة للإدارة السياسيّة في مصر منذ الانقلاب على مرسي، إلاّ أنّ وزير الداخليّة المصريّ اللواء محمّد إبراهيم أكّد مراراً ألاّ وجود لعناصر تنظيم داعش في مصر".
ومع انه لم تظهر حتّى الآن تنظيمات حقيقيّة تعلن عن نفسها أنّها على علاقة مباشرة بتنظيم الدولة الإسلاميّة، إلاّ أنّ فكرة التّنظيم الذي يؤمن بالعنف وحمل السلاح والذبح وسيلة لعودة الدولة الإسلاميّة بدأت تظهر في مجموعات صغيرة تحاول الإعلان عن نفسها مثل "كتائب حلوان"، تحت شعار: "سئمنا سلميّة الإخوان".
وتقول "المونيتور" أن المؤسّسة الأمنيّة في مصر تحاول فرض قيود على السفر إلى سوريا،
وتختم الصحيفة الأمريكية تقريرها بتأكيد أن : "المؤشّرات التي تؤكّد انتشار أفكار تؤسّس للعنف كوسيلة للتّغيير، أصبحت هي النّغمة الأقوى منذ اندلاع ثورة يناير 2011 السلميّة، وفي وقت تسخّر فيه الدولة المصريّة كلّ أدواتها الأمنيّة لمواجهة الإرهاب ومحاربته وعدم الإيمان بالمصالحة مع التيّارات الشبابيّة المتمرّدة على الدولة، فلا يزال الوضع السياسيّ مهدّداً بمزيد من التوتّر قد يتطوّر إلى المزيد من أعمال العنف، رغم ما يردّده المسئولون دائماً عن أنّ مصر ليست سوريا أو العراق".
أول تنظيم مصري لداعش
وعقب ما نشرته "المونيتور"، أعلنت حركة مجهولة تسمي "أسود الدولة الإسلامية في أرض الكنانة" عن ظهورها لأول مرة، عندما أعلنت مسئوليتها عن عملية قتل 33 من جنود وضباط الجيش المصري في سيناء في الهجوم علي تم علي كمين "كفر القواديس" في جنوب الشيخ زويد، الأسبوع الماضي.
وفي بيان تداوله أعضاء الدولة الإسلامية على «تويتر»، الجمعة 7 نوفمبر، تبنت هذه الحركة الهجوم، مؤكده أنها رصدت هذا الكمين الذي قالت أنه "أذاق المسلمين الويلات من تفتيش وقمع وظلم وانتقاما لدماء المسلمين التي تراق علي أرض مصر الحبيبة وأرض غزة الصابرة المحتسبة".
وأضاف البيان: "ما كان ليهود أن يقصفوا ويقتلوا إخواننا هناك (غزة) إلا بعد تنسيق أمني من أعلي المستويات بينه وبين جيش كامب ديفيد وتشديد الحصار عليهم".
 .

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top