0

كشفت مجلة بريطانية عن أن المسئولين الأمريكيين أطلقوا صفارات الخطر بشأن الأوضاع المتردية لسد الموصل في العراق، مشيرة إلى أنه أصبح قنبلة مائية موقوتة تهدد المدينة.

وقالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن "(النار والفيضان) كلمتان حاضرتان في التاريخ العراقي المضطرب، والخوف الآن من الفيضان، فقد أطلق المسؤولون الأمريكيون جرس الإنذار حول احتمال انهيار أكبر سد في البلاد المقام في أعلى النهر، ويبعد 50 كليومترا عن مدينة الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الآن".

وأشار المجلة نقلا عن الجنرال شين ماكفرلاند، الذي يقود القوات الأمريكية في العراق، قوله للصحفيين الشهر الماضي في العاصمة بغداد: "لم نكن نعرف هذا الأمر، ولو كان السد في الولايات المتحدة لجففنا البحيرة خلفه".

ولفتت المجلة إلى أن أجهزة الاستشعار، التي نصبها الجيش الأمريكي، أظهرت تشققات واسعة في القاعدة الجبسية تحت السد، ولا أحد يعرف متى سيتوسع الشق.

وأوضح التقرير أن السلطات العراقية ردت على التحذيرات بالتقليل من المخاطر، لافتا إلى أن جزءا من هذا الموقف نابع من عدم توفر الأموال لإصلاح المشكلة، ولكن بعد تحذيرات متكررة قام الخبراء الأمريكيون بالحصول على 200 مليون دولار أمريكي من البنك الدولي لإصلاح الضرر.

وأضافت المجلة  أن مجموعة "تريفي" الإيطالية اتصلت بالحكومة العراقية، ومن المؤمل أن تقدم هذه المجموعة وسيلة عملية لحل مشكلة التشققات والتجاويف في القاعدة الحجرية للسد، التي يقوم عليها السد منذ 30 عاما.

وأفاد التقرير أن عمليات الحماية للسد توقفت بعد سيطرة تنظيم الدولة السريعة عليه في آب/ أغسطس عام 2014، مشيرا إلى أن الصيانة استمرت بشكل متقطع، بعد استعادته من التنظيم بعد أسابيع، وحينها اختفت آليات مهمة، ولم يعد للعمل في السد إلا نصف الطاقم.

وأوردت المجلة أن دراسة تقول إن مدينة الموصل ستغرق في غضون ساعات تحت المياه لو انفجر السد، وحذرت دراسة أخرى من أن نصف مليون عراقي سيقتلون بسبب الفيضان، وسيشرد مليون عراقي آخر، لافتة إلى أن السيناريو القاتل سيكتمل بانتشار المرض والنهب، ووصول مياه الفيضان إلى بيحي وتكريت وسامراء وأجزاء من بغداد.

ونوهت "الإيكونوميست" أن السد بنته شركتان إيطالية وألمانية عام 1986، وبسبب الأرضية الجبسية، فقد اشتمل تصميمه على أنفاق يتم من خلالها حشو الأرضية بالإسمنت، والبحث عن الطين في الشقوق التي توسعت بسبب تسرب المياه إليها.

وأشارت المجلة إلى أن فرقة المهندسين التابعة للجيش الأمريكي حذرت عام 2005 من أن هناك حاجة "لإجراءات هندسية كبيرة"؛ لصيانة الوضع المعماري، الذي يعرض سلامة السد للخطر، ويجعله الأخطر في العالم.

وأكدت المجلة أن الخيارات المتوفرة تظل غير عملية، فوقف السد عن العمل سيحرم العراقيين من مياه الشرب والأراضي من الري، مشيرا إلى أن ما هو واضح من أقوال العسكريين والمهندسين العراقيين أنه في حالة انهار السد، فستغرق المدينة تحته بسرعة، ولن يكون لها أي حظ من النجاة.

واختتمت "إيكونوميست" تقريرها بالقول إنه "في اتجاه مجرى المياه يمكننا عمل الكثير من الأشياء، وبالتعاون مع الأمم المتحدة والوزارات العراقية"، كما يقول وزير المياه العراقي مهدي الرشيد، مشيرة إلى أنه "في الوضع الحالي فهذا ليس ممكنا لسكان الموصل"، وعلى الإيطاليين التحرك سريعا.

المكفرة الاسلامية

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top