0

أفاد تقرير لمنظمة "بروجكت سينديكت" الدولية، المعنية بالأبحاث والتحليلات السياسية أن قادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي يرتكبون خطأ كبيرا حين يظنون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو حليف في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال التقرير إن جميع الأدلة تناقض ذلك، مشيرا إلى أن بوتين يهدف في الوقت الراهن إلى تعزيز تفكك الاتحاد الأوروبي، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي إغراق الاتحاد الأوربي باللاجئين السوريين.

وأضاف التقرير أن الطائرات الروسية تقوم بقصف السكان المدنيين في جنوب سوريا وإجبارهم على الفرار إلى الأردن ولبنان. هناك الآن أكثر من 20 ألف لاجئ سوري يعسكرون في الصحراء في انتظار الدخول إلى الأردن. هناك أعداد أقل ينتظرون الدخول إلى لبنان. كلا المجموعتين في تزايد مستمر.

ولفت التقرير إلى أن روسيا أطلقت أيضا هجوما جويا واسع النطاق ضد المدنيين في شمال سوريا. وقد أعقبه هجوم بري من قبل قوات نظام بشار الأسد  ضد حلب، المدينة التي كان يقطنها أكثر من مليوني نسمة. تسببت البراميل المتفجرة في نزوج 70 ألف لاجئ إلى تركيا، وسوف تتسبب الهجمات البرية في نزوح أعداد أكبر بكثير.

وأوضحت "بروجكت سينديكت" في تقريرها أن تركيا قد لا تكون هي الخطوة الأخيرة لهذه الأسر النازحة، مضيفة أن المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» طارت إلى أنقرة لوضع الرتوش النهائية مع الحكومة التركية حول ترتيبات لحث اللاجئين في تركيا على إطالة أمد إقامتهم هناك.

وتابع التقرير "بوتين هو تكتيكي موهوب، ولكنه ليس مفكرا استراتيجيا. لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه تدخل في سوريا من أجل مفاقمة أزمة اللاجئين في أوروبا. في الواقع، كان تدخله خطئا استراتيجيا فادحا، لأنه تورط في صراع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي يضر مصالح كليهما.

وبين التقرير أن بوتين يبدو أنه قد رأي في الأمر فرصة لتشريع تفكك الاتحاد الأوروبي، وقد سعى بقوة نحو اقتناصها. وقد قام بإضفاء المزيد من الغموض على تصرفاته من خلال الحديث حول التعاون ضد عدو مشترك، وهو تنظيم «الدولة الإسلامية». وسبق أن اتبع «بوتين» نهجا مماثلا في أوكرانيا، عبر توقيع اتفاقية مينسك ولكنه فشل في تنفيذ بنودها.

ويشير التقرير إلى أنه من الصعب أن نفهم لماذا يثق قادة كل من الولايات المتحدة وأوربا في كلمات «بوتين» بدلا من الحكم عليه من خلال أفعاله. التفسير الوحيد الذي يمكن أن نجده هو أن السياسيين الديموقراطيين غالبا ما يسعون إلى طمأنة جماهيرهم من خلال رسم صورة أكثر إيجابية من الواقع. والحقيقة هي أن روسيا «بوتين» والاتحاد الأوروبي يخوضان سباقا ضد الزمن، والسؤال المطروح في هذا الصدد يدور حول أيهما يمكن أن ينهار أولا.

يشار إلى أن نظام «بوتين» يواجه شبح الإفلاس خلال عام 2017 عندما ينضج جزء كبير من ديونه الخارجية، مع العديد من الاضطرابات السياسية التي يمكن أن تندلع في أعقاب ذلك. شعبية «بوتين»، التي لا تزال مرتفعة إلى الآن، تقوم على عقد اجتماعي يطالب الحكومة بتحقيق الاستقرار المالي مع رفع بطيء ومنتظم لمستوى المعيشة. سوف تدفع العقوبات الغربية، إلى جانب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، نحو فشل النظام على كلا الصعيدين.

وقال تقرير "بروجكت سينديكت" إن الطريقة الأكثر فعالية التي يمكن من خلالها لنظام «بوتين» أن يتجنب الانهيار هي عن طريق دفع الاتحاد الأوربي نحو الانهيار بشكل عاجل. سوف يأتي على الاتحاد الأوروبي وقت يكون فيه غير قادر على الحفاظ على العقوبات التي فرضت على روسيا بعد توغلها في أوكرانيا. على العكس من ذلك، فإن «بوتين» سوف يكون قادرا على الحصول على فوائد اقتصادية كبيرة من خلال تقسيم أوروبا واستغلال الاتصالات مع المصالح التجارية والأحزاب المناهضة لأوروبا التي نجح في زرعها بعناية.

وكشف التقرير عن أن الاتحاد الأوروبي آخذ بالفعل في التفكك. منذ الأزمة المالية في عام 2008 وخطط الإنقاذ اللاحقة لليونان، فقد كان الاتحاد الأوروبي قادرا على تدبر أموره مرورا من أزمة تلو الأخرى. ولكن اليوم، فإن الاتحاد يواجه خمس أو ست أزمات طاحنة في الوقت نفسه، وهو عدد أكبر من قدرته على التحمل. وكما توقعت «ميركل» بشكل صحيح، فإن أزمة الهجرة لديها القدرة على تدمير الاتحاد الأوروبي.

وأشار التقرير إلى أنه قد تم استغلال «الدولة الإسلامية»، وتنظيم القاعدة قبل ذلك ككعب أخيل للحضارة الغربية. من خلال إثارة الإسلاموفوبيا الكامنة في الغرب، وحمل كل من الجماهير والحكومات على التعامل المسلمين بعين الريبة، فإنهم يأملون في إقناع الشباب المسلم أنه لا يوجد بديل للإرهاب. بمجرد فهم هذه الاستراتيجية، هناك ترياق بسيط: وهو أن ترفض التصرف بالطريقة التي يملي عليك أعداؤك التصرف بها.

واختتمت "بروجكت سينديكت" تقريرها بالقول "بناء على ذلك، فإن التهديد الذي تفرضه روسيا «بوتين» سوف يكون من الصعب مواجهة. وعدم الاعتراف به سوف يسهم في جعل هذه المهمة أكثر صعوبة".

المكفرة الاسلامية

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top