0

وجهت صحيفة "الغارديان" البريطانية انتقادات حادة لسياسة بلادها تجاه اللاجئين، مشيرة إلى أن معاملة السلطات لهم في ميناء دوفر "تعد عارا".

ونقلت الصحيفة عن أحد كتابها قوله "شاهدت في مراكز الاحتجاز المئات من الذين فشلوا في تحقيق هدفهم بالتقدم بطلبات لجوء، وأجبر الأطفال على النوم على الأرض الإسمنتية، ومُنع مرضى يعانون من الإسهال من الوصول إلى الحمامات، واحتجز ضحايا التهريب دون طعام، وضربت امرأة عارية في مركز الاحتجاز، ولم يحدث هذا في ليبيا التي مزقتها الحرب، أو لبنان الذي يحتاج للمال، ولكنه حدث في بريطانيا".

وأضاف "يتهم تقرير جديد المسؤولين بالإهمال الشديد وإساءة معاملة لطالبي اللجوء، بمن فيهم القادمون من سوريا، فقد احتجزوا في ظروف (غير مقبولة) في مقاطعة كينت".

ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الداخلية تقوم بالتحقيق بمزاعم عن قيام مسؤولات في السجن بجر امرأة عارية، وتوجيه لكمات لها مرتين، وذلك في مركز احتجاز يارلز وود، موضحة أن حملة "نساء من أجل اللاجئات" قدمت أمثلة على الكثير من حالات الاعتقال للنساء الحوامل في يارلز وود، ما يدل على أن المعاملة القاسية للمحتجزات فيه لا تقتصر على حوادث معزولة.

وتابعت الصحيفة أنه "في الوقت الذي لم يكن فيه سجل بريطانيا الإنساني نظيفا دائما، فإنه كان صادما القراءة عن معاملة اللاجئين على الطريقة الليبية، عن نساء حوامل احتجزن دون أدنى مساعدة قانونية، ونساء عاريات تساء معاملتهن، وأطفال ينامون بملابسهم المبلولة في حاوية قذرة على الشواطئ البريطانية، وأي بلد قادر على حرمان الناس، وعلى خلاف ليبيا، فإنه لا عذر لبريطانيا، بمصادرها الضخمة واستقرارها وقدراتها الإدارية".

وأضافت أن "هذا أحد الأمثلة التي تنحدر فيها بريطانيا إلى مستوى الدول الفاشلة في ردها على التحدي الإنساني الأعظم لزمننا، لكن المزاعم بحصول معاملة سيئة لطالبي اللجوء، الذين وصلوا إلى كينت أو احتجزوا في يارلز وود، يخفي وراءه ما قد يكون هفوة أخلاقية، وهي الفشل في توطين عدد جيد من اللاجئين مباشرة من الشرق الأوسط، وتوقعات بريطانيا من دول المنطقة أن تقوم بتحمل مسؤولية العناية باللاجئين".

وقالت الصحيفة إن بريطانيا وعدت بتوطين أربعة آلاف لاجئ كل عام، وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، استنادا إلى أن بريطانيا، التي يبلغ تعداد سكانها 65 مليون نسمة، لا يمكنها استيعاب عدد آخر من الأجانب، ولهذا فإنها تتوقع من لبنان، الذي لا يزيد تعداد سكانه على 4.5 مليون نسمة، التصدي لأزمة اللاجئين وحده.

ونقلت الصحيفة عن الكاتب قوله "دعونا نضع جهود بريطانيا العرجاء في سياق مختلف: في الشهر الذي اتخذ فيه قرار استقبال لاجئين في أيلول، كان يصل إلى الشواطئ اليونانية لاجئون كل يوم أكثر مما وصل إلى بريطانيا في عام 2016 كله".

وتابع "باختصار، تتوقع بريطانيا من دول تعاني من أزمات مالية حادة (اليونان) أو لديها عجز إداري (ليبيا ولبنان)، الالتزام بمعايير عالية من المعاملة الإنسانية، أكثر مما تلتزم هي به، وفي الوقت ذاته، فإن بريطانيا تؤكد أنها لا تستطيع تقديم خدمات عالية أكثر من هذه الدول، وهو ما يشي بأن هناك فشلا ليس في الأخلاق فقط، لكن في المنطق أيضا".

ويرتبط ميناء دوفر البريطاني بخط شاحنات وسفن شحن مع ميناء كاليه الفرنسي القريب من مخيم "الغابة" للاجئين الذي يعاني ساكنوه أيضا من ظروف إنسانية صعبة والذي قامت السلطات الفرنسية مؤخرا بتفكيك أجزاء منه بعد حصولها على إذن قضائي بذلك.

وتعتبر بريطانيا من أقل الدول الأوروبية استقبالا للاجئين، رغم إنها أعلنت مؤخرا نيتها استقبال 20 ألف لاجئ سوري من مخيمات اللجوء في الدول المجاورة وذلك حتى عام 2020، إلا أن ذلك قوبل بانتقادات أممية ودولية كونه لا يتناسب مع حجم أزمة اللاجئين التي تعاني منها أوروبا.

سيريانيوز

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top