0

. وكأنها القيامة الأرضية تهبطُ عليهم صباحَ مساء.. ثلاثون يوماً من القرن الحادي والعشرين ستُذكر طويلاً في الحكايات والأساطير، عندما شنت روسيا بقيادةِ فلاديمير بوتين، أشرس حملةٍ عسكريةٍ تدميريةٍ ضدَ مدينةٍ مأهولةٍ بالسّكان، مُرتكبةً أفظع جرائم الإبادةِ الجماعية بحقِ الآلاف من أهالي حلب، وساندها في ذلك ميليشياتٍ شيعيةٍ زادَ تطرفها لحظةَ استفرادها بالمدنيين فأعدمت ميدانياً مجموعاتٍ بشريةٍ باكملها.. آلاف الشهداء وآلاف المعتقلين وألوف مؤلفة من المختفين والمغيبين، هي الفاتورة الأولية لما وصفته موسكو بالانتصار على الإرهاب في حلب، ما استدعى فرنسا لاتهامها بالكذب المطلق، وقال وزير خارجيتها جان مارك إيرولت، إن روسيا كاذبة وأحاديثها بوجهين و هي لاتحاربُ الإرهاب أصلاً.


في زحمةِ المجزرة أو المذبحة السورية أو المقتلة أو جميعهم معاً، ثمة قائلٌ يقول وسائلٌ يسأل، ماذا لو كان الشهداء من نفسِ الجنس العرقي لضحايا شارلي إيبدو الفرنسية، أو المذهبي لقتلى نادي المثليين في فلوريدا؟ هل كانت قصائد التنديد سترتقي لوضعِ حد للجرائم؟ هل ستقفُ صروح الأمم دقائق صمت وتتحركُ لمحاسبةِ القاتل بدلاً عن استضافتهِ تحتَ أنظارِ مجموعةٍ دوليةٍ تُسمي نفسها بأصدقاءِ الشّعب السوري.. فرنسا بريطانيا ألمانيا تركيا وغيرها وغيرها من هيئاتٍ ومنظماتٍ ومجالسَ وتصريحات، لكن لا طحين، فلا القتلُ توقف ولا الموت خفت وطأته على الملايين، الذين حاول المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا تبرئةَ بشار الأسد من دمائهم، زاعماً بأنه غيرمتأكد بأنهم قُتلوا على يدِ قواتِ النظام، في موقفٍ لايقلُ غرابةً عن ذاك الذي دفعَ مندوب الأسد في مجلسِ الأمن لتبرير مذابح نظامه بصورٍ تبينَ أنها ملفقة ولم تحدث في سوريا من الأساس، متناسياً بأنه لولا الدعم الروسي الصيني والتواطؤ الأممي ولولا خمس وستون ميليشيا طائفية، لما كان له وقتٌ للحديث إلا أمام محاكم جرائم الحرب، ولا رقصَ رئيسه مختالاً على أنقاض أرضٍ لا تشرب دماً.

تقرير ناصر عدنان - أورينت نيوز

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top