اعتمدت موسكو في حربها في سوريا وقبلها أوكرانيا على تشكيلات من المرتزقة
الذين أسمتهم بـ “المتعاقدين" بحيث لم تعترف وزارة الدفاع بهم، بل أنها
أنكرت علاقتها بهم أيضا. قام موقع "راديو أوروبا الحرة" "FRE" بنشر دراسة،
ترجمها موقع أورنيت نت، عن أولئك "المحاربين" ومصيرهم وأسباب لجوئهم للعمل
كمرتزقة.
نهاية مأساوية
كان المحارب الروسي "أندريه كامايف" ضمن من حارب في شرق أوكرانيا لحساب الكرملين في أواخر ايلول 2014، حينها كانت "المشاعر الوطنية" دافعُه الرئيس، إذ كان يسير على خطى جده، ضابط الاستخبارات السوفيتي، اعترف كامايف البالغ من العمر 49 عاماً بدوافع أخرى للانضمام إلى الحرب الأوكرانية التي كانت في نظره تعني استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي والدفاع عنه، ضد ما أسماه الخطر القادم من الناتو.
لكن حلم كاماييف ومجده العسكري انتهى نهاية مأساوية، ووفقاً لدراسة "راديو أوروبا الحرة RFE"، فمصير العديد من المحاربين الروس الذين قاتلوا لحساب الكرملين كـ “متعاقدين"، بحسب التسمية الروسية التي لا تعترف بهم رسمياً، انتهوا إلى وضع مشابه.
محاربون قدامى!
في الأول من شباط 2015، كان كامايف يشارك في هجوم روسي بالدبابات على القوات الأوكرانية بالقرب من بلدة "ديبالتسيف" الاستراتيجية، حيث سقطت قذيفة هاون فمزقت جزءا من ساقه اليسرى، وتم نقله إلى مستشفى قريب، ولكن عدم توفر الدواء المناسب لعلاجه جعل الغرغرينا تتفشى في ساقه مما اضطر الأطباء لبترها حتى الورك.
حالف الحظ كامايف إذ بقي على قيد الحياة، على عكس ما واجه العديد من المقاتلين الروس الذين "تطوعوا" في حرب أوكرانيا. يقضي كامايف وقته في منزله المتواضع في سانت بطرسبرغ على العكازات وبالكاد يجد ما يسد رمقه.
كامايف ليس أفضل حالاً من آلاف الذين لم يعترف الكرملين بهم من المحاربين القدامى في شرق أوكرانيا، أولئك الذين طحنت عظامهم حرب بوتين التي بلغت سنتها الرابعة دون أن يلوح أي حل أو نهاية في أفقها.
لا اعتراف رسمي
يحمل معظم العائدين من أوكرانيا وسوريا ندوباً نفسية وجسدية دائمة، وهم لا يستفيدون أيضا من أي من مزايا قدامى المحاربين كما في البلاد الأخرى، فهناك عدد قليل من الوظائف المتاحة التي يسعون عبثا للحصول عليها، ويقول كاماييف إنّ المقاتلين في شرق أوكرانيا يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل إزاء عدم اليقين من مستقبلهم المريب.
وأوضحت مقابلات مع أكثر من اثني عشر مقاتلا آخرين في موسكو وسانت بطرسبورغ وكالوغا كيف أن الآلاف من الروس الذين قاتلوا في أوكرانيا يجدون صعوبة في التكيف مع الحياة اليومية، بعد أن همشتهم حكومتهم.
وعلى الرغم من أن الرئيس بوتين لم يرفض إمكانية أن يتطوع بعض الروس للقتال في أوكرانيا، إلا أنه نفى تزويدهم بالأسلحة ورفض الكرملين رسميا الاعتراف بدورهم علنا.
القتال من أجل "العالم الروسي"
يقدر كاماييف عدد المقاتلين الروس المسجلين لدى قدامى المحاربين فى نوفوروسيا بـ 3 آلاف مقاتل، وعدم وجود اعتراف رسمي من الكرملين بهؤلاء المقاتلين يعقد مهمة التأكد من أرقامهم وذاتياتهم.
وقدرت مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية عدد القوات التي يدعمها الكرملين في أوكرانيا 39300 مقاتل نشط، من بينهم 36400 ممن يسمى "وكلاء روس" – أي مقاتلين متطوعين من روسيا وأوكرانيا وجمهوريات سوفيتية سابقة أخرى، أما ما تبقى من لـ 2900 مقاتل، فهم من العسكريين النظاميين الروس، وهو دليل على التورط المباشر الذي أنكره الكرملين باستمرار.
معظم المتطوعين مواطنون عاديون بدرجات متفاوتة من التدريب العسكري، ولكنهم حرصوا على حمل السلاح لأسباب تتراوح بين الوطنية والمغامرة، ورفض الكثير منهم الكشف عن هويته خوفاً على أسرهم أو لأوامر تلقوها مباشرة من روسيا.
المشاكل النفسية جعل منهم مرتزقة في سوريا
يقول أحد العائدين، الذي رفض كشف هويته، إن معظم المتطوعين الذين يأتون إلى مكتب قدامى المحاربين في نوفوروسيا يعانون مشاكل نفسية خطيرة.
"تبقى عقولنا هناك على الرغم من وجود أجسادنا هنا، نبقى في حالة حرب، أحاول أن أفهم ما إذا كانت حالتي "متلازمة ما بعد الحرب" هي في الواقع متلازمة أم أن شخصيتي تحولت."
وتعدت المشاكل النفسية إلى الانتحار حيث يروي كاماييف قصة أحد المقاتلين الذين أقدموا على الانتحار بعد عودتهم "كان يعيش وحده بعد عودته، يبدو أنه لم يخبر احداً أنه كان في دونباس ولم يكن أحدٌ يتحدث إليه، حتى سمعنا قصة انتحاره".
ومع استمرار تضعضع الاقتصاد الروسي الأمر الذي قلص من عدد الخيارات المتاحة لهم، يعترف الكثير من المقاتلين الروس بأنهم اضطروا للجوء إلى العمل كمرتزقة في مناطق حرب أخرى كسوريا.
هذا ويذكر أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة الجمود وأصبح القتال فيها أقل ضراوة، الأمر الذي أوقف بعض أولئك الذين يبحثون عن تجربة قتالية خطيرة من التوجه إلى أوكرانيا وأصبحت سوريا مركز جذبه هام لهم، حبث بوسعهم القيام بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون رقيب أو حسيب.
المصدر اورينت نت
نهاية مأساوية
كان المحارب الروسي "أندريه كامايف" ضمن من حارب في شرق أوكرانيا لحساب الكرملين في أواخر ايلول 2014، حينها كانت "المشاعر الوطنية" دافعُه الرئيس، إذ كان يسير على خطى جده، ضابط الاستخبارات السوفيتي، اعترف كامايف البالغ من العمر 49 عاماً بدوافع أخرى للانضمام إلى الحرب الأوكرانية التي كانت في نظره تعني استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي والدفاع عنه، ضد ما أسماه الخطر القادم من الناتو.
لكن حلم كاماييف ومجده العسكري انتهى نهاية مأساوية، ووفقاً لدراسة "راديو أوروبا الحرة RFE"، فمصير العديد من المحاربين الروس الذين قاتلوا لحساب الكرملين كـ “متعاقدين"، بحسب التسمية الروسية التي لا تعترف بهم رسمياً، انتهوا إلى وضع مشابه.
محاربون قدامى!
في الأول من شباط 2015، كان كامايف يشارك في هجوم روسي بالدبابات على القوات الأوكرانية بالقرب من بلدة "ديبالتسيف" الاستراتيجية، حيث سقطت قذيفة هاون فمزقت جزءا من ساقه اليسرى، وتم نقله إلى مستشفى قريب، ولكن عدم توفر الدواء المناسب لعلاجه جعل الغرغرينا تتفشى في ساقه مما اضطر الأطباء لبترها حتى الورك.
حالف الحظ كامايف إذ بقي على قيد الحياة، على عكس ما واجه العديد من المقاتلين الروس الذين "تطوعوا" في حرب أوكرانيا. يقضي كامايف وقته في منزله المتواضع في سانت بطرسبرغ على العكازات وبالكاد يجد ما يسد رمقه.
كامايف ليس أفضل حالاً من آلاف الذين لم يعترف الكرملين بهم من المحاربين القدامى في شرق أوكرانيا، أولئك الذين طحنت عظامهم حرب بوتين التي بلغت سنتها الرابعة دون أن يلوح أي حل أو نهاية في أفقها.
لا اعتراف رسمي
يحمل معظم العائدين من أوكرانيا وسوريا ندوباً نفسية وجسدية دائمة، وهم لا يستفيدون أيضا من أي من مزايا قدامى المحاربين كما في البلاد الأخرى، فهناك عدد قليل من الوظائف المتاحة التي يسعون عبثا للحصول عليها، ويقول كاماييف إنّ المقاتلين في شرق أوكرانيا يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل إزاء عدم اليقين من مستقبلهم المريب.
وأوضحت مقابلات مع أكثر من اثني عشر مقاتلا آخرين في موسكو وسانت بطرسبورغ وكالوغا كيف أن الآلاف من الروس الذين قاتلوا في أوكرانيا يجدون صعوبة في التكيف مع الحياة اليومية، بعد أن همشتهم حكومتهم.
وعلى الرغم من أن الرئيس بوتين لم يرفض إمكانية أن يتطوع بعض الروس للقتال في أوكرانيا، إلا أنه نفى تزويدهم بالأسلحة ورفض الكرملين رسميا الاعتراف بدورهم علنا.
القتال من أجل "العالم الروسي"
يقدر كاماييف عدد المقاتلين الروس المسجلين لدى قدامى المحاربين فى نوفوروسيا بـ 3 آلاف مقاتل، وعدم وجود اعتراف رسمي من الكرملين بهؤلاء المقاتلين يعقد مهمة التأكد من أرقامهم وذاتياتهم.
وقدرت مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية عدد القوات التي يدعمها الكرملين في أوكرانيا 39300 مقاتل نشط، من بينهم 36400 ممن يسمى "وكلاء روس" – أي مقاتلين متطوعين من روسيا وأوكرانيا وجمهوريات سوفيتية سابقة أخرى، أما ما تبقى من لـ 2900 مقاتل، فهم من العسكريين النظاميين الروس، وهو دليل على التورط المباشر الذي أنكره الكرملين باستمرار.
معظم المتطوعين مواطنون عاديون بدرجات متفاوتة من التدريب العسكري، ولكنهم حرصوا على حمل السلاح لأسباب تتراوح بين الوطنية والمغامرة، ورفض الكثير منهم الكشف عن هويته خوفاً على أسرهم أو لأوامر تلقوها مباشرة من روسيا.
المشاكل النفسية جعل منهم مرتزقة في سوريا
يقول أحد العائدين، الذي رفض كشف هويته، إن معظم المتطوعين الذين يأتون إلى مكتب قدامى المحاربين في نوفوروسيا يعانون مشاكل نفسية خطيرة.
"تبقى عقولنا هناك على الرغم من وجود أجسادنا هنا، نبقى في حالة حرب، أحاول أن أفهم ما إذا كانت حالتي "متلازمة ما بعد الحرب" هي في الواقع متلازمة أم أن شخصيتي تحولت."
وتعدت المشاكل النفسية إلى الانتحار حيث يروي كاماييف قصة أحد المقاتلين الذين أقدموا على الانتحار بعد عودتهم "كان يعيش وحده بعد عودته، يبدو أنه لم يخبر احداً أنه كان في دونباس ولم يكن أحدٌ يتحدث إليه، حتى سمعنا قصة انتحاره".
ومع استمرار تضعضع الاقتصاد الروسي الأمر الذي قلص من عدد الخيارات المتاحة لهم، يعترف الكثير من المقاتلين الروس بأنهم اضطروا للجوء إلى العمل كمرتزقة في مناطق حرب أخرى كسوريا.
هذا ويذكر أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة الجمود وأصبح القتال فيها أقل ضراوة، الأمر الذي أوقف بعض أولئك الذين يبحثون عن تجربة قتالية خطيرة من التوجه إلى أوكرانيا وأصبحت سوريا مركز جذبه هام لهم، حبث بوسعهم القيام بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون رقيب أو حسيب.
المصدر اورينت نت
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر